ناقشت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بملحقة سلا، المكلفة بقضايا الإرهاب التابعة لاستئنافية الرباط، الخميس، ملفا مرتبطا بالإرهاب بالغ الأهمية، توبع فيه أستاذ متدرب من مواليد 1993، بتهم خطيرة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، بواسطة الترهيب والتخويف والعنف، وكذا الإشادة والترويج والدعاية لصالح التنظيم الإٍرهابي "داعش".
وأدانت الهيئة القضائية الأستاذ المتدرب الحاصل على شهادات عليا، من بينها الإجازة والماستر في البلاغة وتحليل الخطاب، بخمس سنوات سجنا، وتخللت مناقشة الملف مرافعات قوية لدفاعه وممثل النيابة العامة الذي طالب بإدانته بالعقوبات المنصوص عليها في القانون المناسبة لجرمه الإرهابي.
وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش اعتقلت الأستاذ المتدرب الشغوف والباحث في عوالم الإنترنيت، في تاسع عشر مارس من السنة الماضية بالمدينة ذاتها، بعد أن تعقبت تحريات استخباراتية وأمنية تحركاته المشبوهة خاصة في العالم الافتراضي بالإنترنيت، من خلال انفتاحه على صفحات محظورة وموالية لتنظيمات إرهابية.
وكشفت التحريات، حسب معطيات الملف، أن المتهم تشبع بتوجهات عقائدية جد متطرفة وموالية لتنظيم داعش، وكان ينشط في الإنترنيت من أجل الترويج للتنظيم الإرهابي، وتحذوه رغبة جامحة في الالتحاق بصفوف التنظيم بالساحة السورية. وأوضحت التحقيقات ذاتها أن المتهم انخرط في عدد من المواقع الافتراضية والصفحات الإلكترونية، التي يشرف عليها متخصصون موالون لتنظيم داعش، ما مكنه من التفاعل مع مختلف الإصدارات وتوثيق جرائم التنظيم الوحشية المقترفة من طرف مقاتليه، كما سجل عنه تحميل مجموعة من الأناشيد الجهادية التي تدعو للتطرف.
وأسفرت التحقيقات التي خضع لها الأستاذ المتدرب عن معطيات مثيرة، أهمها تواصله الدائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع سيدة من مدينة تازة، عبرت له عن موالاتها لداعش، كما عبر لها عن رغبته الكبيرة في الالتحاق بالأراضي السورية، وتقاسم معها حلمه بتأسيس تشكيل إرهابي هناك في حال نجاحه في السفر، أطلق عليه اسم "ديوان الصناعات الحربية"، تابع لتنظيم داعش، ويكون أميرا عليه حسب طموحاته التي تقاسمها مع محدثته بمدينة تازة، وعبر لها عن رغبة أخرى تحذوه بشكل جامح تتعلق بابتكار نظام للتشويش على الطائرات التابعة لقوات التحالف الدولي التي كانت تقصف معاقل تنظيم داعش بالأراضي السورية- العراقية، ووعدها بإمكانية تنفيذ عمل إرهابي تخريبي بتراب المملكة، والصعوبات التي تعيق تنفيذه لهذا المسعى في ذلك الوقت.