شهد منتجع الهرهورة المتواجد بضواحي العاصمة الرباط، أول أمس الاثنين، حالة استنفار قصوى، إثر تدخل السلطات المحلية، بتعليمات من النيابة العامة، لإفراغ "فيلات" راقية في ملكية وزراء سابقين وعمال وولاة بوزارة الداخلية وشخصيات أخرى سامية، لتنفيذ حكم قضائي لصالح أحد أقارب الزعيم الاتحادي الراحل، المهدي بنبركة.
وحسب معلومات توصل إليها موقع "تيلي ماروك"، فإن قريب المهدي بنبركة، الذي يشغل منصبا رفيعا في المحاماة بإحدى الدول الأوروبية، ربح قضية تتعلق باحتلال عقار في ملكيته، يتواجد بموقع استراتيجي على مقربة من شاطئ الرمال الذهبية بالهرهورة، وهذه القضية كانت رائجة أمام القضاء منذ سنة 2016، حيث قضت المحكمة الابتدائية بتمارة بالإفراغ الفوري لمحتلي 20 فيلا راقية تتواجد على أرض مساحتها خمسة هكتارات تقريبا، وتقع تحديدا بشاطئ "كونطربوندي 2" من الطريق الرئيسية التي تعبر وسط الهرهورة في اتجاه الصخيرات، وتمتد حتى الشاطئ.
وأوضحت المصادر أن هذا العقار كان موضوع طلب نزع الملكية من طرف جماعة تمارة، عندما كانت الهرهورة تابعة لهذه الجماعة، لكن مسطرة نزع الملكية لم تستكمل من طرف الجماعة، وخلال سنة 2013، أثناء تولي الرئيس المعزول، فوزي بنعلال، رئاسة بلدية الهرهورة، طلب صاحب العقار، المنتمي إلى عائلة بنبركة، من الجماعة استكمال مسطرة نزع الملكية وتعويضه بمبالغ مالية كبيرة، لكن الجماعة رفضت ذلك، بدعوى عدم توفرها على الميزانية الكافية لنزع ملكية العقار المذكور، ما دفع صاحبه إلى اللجوء إلى القضاء لإفراغه من المحتلين، بعدما فشلت المفاوضات لتسوية النزاع، بعد مطالبته بأداء مبالغ مالية باهظة.
وكشفت المصادر، أن السلطة المحلية استعانت بتعزيزات أمنية كبيرة من مختلف المصالح لتنفيذ حكم الإفراغ، لأن المحتلين هم وزراء سابقون وسفراء ومسؤولون كبار في وزارة الداخلية وأعيان قوم كانوا مقربين من وزير الداخلية القوي، الراحل إدريس البصري، وتسلموا "الفيلات" في ظروف غامضة وسكنوا فيها لمدة طويلة، ولا يتوفرون على أية وثيقة تثبت ملكيتهم لهذه العقارات، قبل أن يظهر ملاك الأرض الحقيقيون (بنبركة وشخص آخر)، الذي رفع دعوى قضائية أمام المحكمة، التي أنصفتهم بموجب حكم يقضي بالإفراغ الفوري لهذه العقارات.