منذ تسجيل أول حالة فيروس "كورونا" في المغرب، شعر جميع المشغلين في مجال السياحة بالقلق بشأن آثاره على القطاع. وفي هذا الصدد، أطلقت وزيرة السياحة نادية فتاح العلوي 3 مشاريع هيكلية من أجل تقوية القطاع السياحي بالمغرب. يتضمن المشروع الأول تقوية وتعزيز "بطل وطني" مثل مدينة مراكش كمثال للمدن الأخرى، وذلك على المدى الطويل.
وقررت العلوي المراهنة على المدينة الحمراء لسببين، إمكانية رفع مستوى المدينة لجعلها مختبرًا للأفكار للمدن السياحية الأخرى. وفي الواقع، لا يمكن القيام بالابتكار إلا من خلال وجهة سياحية مشهورة التي لا تعرف أياما صعبة. والسبب الثاني هو أن هذا الرهان سيفيد المنطقة بأسرها، على بعد 300 كيلومتر. ولتحقيق ذلك، سيتعين على القطاع الخاص دعم الوزارة في عملية تقاسم الثروة. وسيهتم المشروع الثاني بمدينة أكادير التي تحتاج منتجاتها القديمة إلى التجديد.
وستقوم الوزارة بالتعاون مع الفاعلين المحليين والمهنيين لإحياء قلب هذه المدينة، التي تتوفر على مؤهلات عديدة لم يتم استغلالها بشكل جيد. ولإثراء مدينة أكادير، سيتعين على الجهة ووزارة الداخلية ومديرية التخطيط مراجعة نسختها المتعلقة بالمدينة من خلال إطلاق مواقع للبناء والتخطيط الحضري والنقل الحديث، والتي يجب أن تتكيف مع الوقت الحاضر.
ولا تريد الوزارة أن تفوت إطلاق منتجع تغازوت الساحلي لتحقيق نجاح دولي فيه حتى يمكن للمغرب أن يكون له مكان في السياحة الساحلية. ويهم المشروع الثالث مدينة السعيدية، حيث بعد 15 عامًا من الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الدولة، حان الوقت لإعادة تنشيط هذه المحطة التي بالكاد تبدأ نشاطها السياحي. وبالتالي، ستكون استراتيجية فتاح العلوي هي إنقاذ "بطل وطني"، وبث حياة جديدة في المدينة ومحاولة إنشاء نموذج مصمم في بداية القرن الحادي والعشرين لتكييفه مع عالم اليوم.
في النهاية، فالمشاريع الثلاثة التي اعتمدتها الوزيرة، لا تعتمد فقط على السياحة الثقافية أو الساحلية أو القروية على حدة، على العكس من ذلك، فإن خطط العمل الثلاثة ستمكّن من العمل على جميع مكونات السياحة بحيث يمكن لكل وجهة أن تقدم خيارًا من الخيارات الثلاثة.