وجهت المحكمة الابتدائية بالقنيطرة ضربة موجعة لسماسرة النصب والاحتيال، الذين يدعون ربط علاقات للتدخل لدى المتقاضين، بعدما أدانت زوجة كولونيل سابق بسنتين حبسا نافذا ونجلها بخمس سنوات سجنا، وهما اللذان كانا متابعين في حالة اعتقال بتهمة النصب على عائلة تاجر مخدرات في 120 مليون سنتيم، مقابل التوسط له لتخفيف الحكم الصادر ضده ابتدائيا بعشر سنوات سجنا، إثر حجز حوالي 16 طنا من مخدر الشيرا بميناء مهدية.
وتعود فصول هذا الملف للشهر الماضي، بعدما أمرت النيابة العامة بوضع زوجة كولونيل سابق وابنها، الذي يعيش بديار المهجر، رهن الحراسة النظرية والاستماع إليهما في محضر رسمي وتقديمهما إلى العدالة، بخصوص التهم الموجهة إليهما من قبل زوجة تاجر مخدرات المعروف باسم "خريبيقة" المحكوم بأربع سنوات حبسا نافذا التي يقضيها بالسجن، بعد متابعته بالاتجار الدولي في مخدر الشيرا.
وأكدت مصادر مطلعة أن زوجة تاجر المخدرات تقدمت بشكاية أمام النيابة العامة، تتهم زوجة الكولونيل التي تشتغل ممونة حفلات بالقنيطرة، رفقة نجلها المتزوج من قاضية بالنصب عليها في مبلغ قدرته في 120 مليون سنتيم، مقابل التدخل للتخفيف في الحكم على زوجها في مرحلة الاستئناف بعد إدانته ابتدائيا بعشر سنوات، لتفاجأ أنها كانت ضحية نصب في مبلغ مالي كبير دفعته على مرحلتين، وتكلف أحد المستخدمين لديها بتسليمهما المبالغ المالية على دفعتين.
وأفادت مصادر الموقع بأن زوجة الكولونيل ظلت رفقة ابنها تنكر كافة التهم الموجهة إليهما أمام عناصر الشرطة القضائية، كما نفيا علاقتهما بالأمر، فيما تمت مواجهتهما مع الشاهد في القضية الذي أكد على تسلمهما مبلغ 120 مليون سنتيم، ورفضت إرجاعها للمعنية بعدما لم تف بالتزاماتها للتدخل بالتخفيف في الحكم الاستئنافي، سيما أنها ادعت أن لها من العلاقات في القضاء لإخراج زوج المشتكية المحكوم ابتدائيا بالسجن النافذ في ملف متعلق بالاتجار الدولي في المخدرات.