توصل فريق من قطاع الصحة في الصين إلى كشف احتمالية الموت بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" إذا أصيب الشخص به، بناء على عمره وحالته الصحية، وذلك في أكبر دراسة تصدر منذ انتشار الفيروس.
خلصت البيانات التي قدمها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين في الدراسة التي نشرت في التاسع من شهر مارس الجاري، إلى أن الفيروس لديه ميول للمسنين، حيث يتسبب في أشكال أكثر حدة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما و الذين يعانون من أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان.
وأضافت الدراسة ذاتها أن هذه الحالات قد تؤثر أيضا على الأشخاص الأصغر سنا، ولكنها أكثر شيوعا في الفئات العمرية الكبيرة.
وحسب المعطيات، فإن بعد ثلاثة أشهر من بداية الوباء، يتأكد لنا أن الأطفال و المراهقين هم أقل عرضة لتطوير أشكال حادة من "كوفيد-19" ولديهم معدل وفيات أصغر بكثير من كبار السن .
وقد أظهر تحليل بيانات مجموعة فرعية تضم 45000 حالة تبثت إصابتها بالفيروس أن التقدم في العمر يزيد من خطر الموت . ويرتفع هذا الاحتمال إلى 3.6 % لمن تتراوح أعمارهم بين60-69 عامًا، و 8٪ للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 70-79 عامًا ، و 14.8٪ للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 80 عامًا وأكثر.
أما الأشخاص الذين هم في الخمسينيات من عمرهم فهم أقل تأثراً بنسبة (1.3٪) وينخفض الخطر بشكل ملحوظ عند الأشخاص ما دون 50 عاما : 0.4٪ لمن هم في الأربعينيات و 0.2٪ لكل من في الثلاثينات ، وبين 20-29 سنة و10-19 سنة .وحسب نفس البيانات لم يتم تسجيل وفيات بين الأطفال تحت سن العاشرة...
ومع ذلك، يرى الخبراء أن الشباب مهددون كذلك بالإصابة بالفيروس. نشرت مجلة « nature medicine » دراسة قام بها فريق صيني نتجت عن فحص 745 طفلاً كانوا على اتصال وثيق بالحالات المؤكدة أو ينتمون إلى عائلة متضررة من الوباء.
وأجرى الفريق اختبار على 10 أطفال (ستة أولاد وأربع فتيات ، تتراوح أعمارهم بين شهرين و 15 سنة) ، أظهر وجود مادة وراثية لكوفيد-19 في العينات المأخوذة من أنفهم. وكانت لديهم مظاهر سريرية معتدلة ، ولم تظهر الأشعة السينية على الصدر أي علامات واضحة على الالتهاب الرئوي.
وفي اختبار ثان، أخد الفريق عينات جديدة من أنف وحلق وأمعاء ثمانية أطفال و تم العثور على وجود الفيروس في عينات من أمعائهم ، على الرغم من عدم وجود أي أثر للفيروس في الأنف أو الحلق. الأمر الذي يبين أنه يمكن التخلص من الفيروس ولكن لم يتم إثبات إمكانية انتقاله من البراز.
حسب الدراسات، لا توجد بيانات حتى الآن تثبت يقينا أن الأطفال والشباب هم الأكثر تعرضا لعدوى انتشار فيروس كورونا المستجد مقارنة مع البالغين. ما يجعلنا نستنتج أن "كوفيد-19" يعتبر من الفيروسات البشرية الأقل صلابة مقارنة مع فيروسات الانفلوانزا التي تنتقل عن طريق الأطفال في المدارس .
وبينما أكدت النتائج إلى حد بعيد أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة هم الأكثر عرضة للخطر، فإن هذا لا يثبت أن الشباب محصنين ضد الوباء.
في البداية، تمت ملاحظة أعراض حادة لدى المرضى المسنين الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقا كالتي تظهر على الأشخاص المصابين بالأنفلونزا إلا أن العدوى تتطور بسرعة كبيرة إلى فشل تنفسي حاد، قد يكون مميتا.
أما الأشخاص الأصغر سنا، تظهر أعراض شديدة الخطورة في فترة تتراوح من سبعة إلى تسعة عشر يوما بعد ظهور أولى أعراض الإصابة بالفيروس، وتسمى هذه الفترة بالموجة الثانية. وقد لوحظ في الجهاز المناعي عدم وجود أي تعويض لمواد ينتجها في حالة وجود خلل في الجسم والتي تعتبر بمثابة إشارات للخلايا المختلفة التي تنشطها لمحاربة العدوى. ما يتسبب في رد فعل مناعي مفرط مسؤول عن صدمة قاتلة في كثير من الأحيان. وبالتالي فإن الشباب ليسوا محصنين ويجب أن يكون نظام الرعاية الصحية قادرًا على مواجهة هذا التحدي.