وفق دراسة صينية، إن الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من نوع O، هم الأكثر حصانة ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد من بين الفصائل الدموية الأخرى. بحيث تنخفض احتمالية الإصابة لديهم بنسبة 33٪، في مقابل الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من نوع A، حيث ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بالفيروس بنسبة 20٪. ويتمثل هذا الاختلاف في عمل الأجسام المضادة.
لقد بات ممكنا الآن الأخذ بعين الاعتبار معيار جديد، إلى جانب عوامل الخطر المعروفة لدى الأشخاص المصابين بالفيروس - السن، وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، أو مرض السكري أو السمنة، ويتعلق الأمر بفصيلة الدم . هذا ما خلصت إليه نتائج دراسة إحصائية أجراها باحثون صينيون، تسند بشكل خاص إلى جامعة شينزن.
إذ لاحظوا أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من نوع O، كانوا أقل عرضة للإصابة بالفيروس المستجد بنسبة 33 ٪، في حين أن أولئك الذين يحملون فصيلة دم من نوع A، كانوا أكثر عرضة للإصابة بنسبة 20 ٪ من بين فصائل الدم الأخرى.
من أجل الوصول إلى هذه النتيجة، قام الباحثون الذين نشروا دراستهم على موقع MedRxiv بدراسة 2100 شخص مصاب بالفيروس من 3 مستشفيات في ووهان، وشينزن، والذين توفي منهم 10٪ وقارنوها بـ 3700 من سكان ووهان غير مصابين.
كيف انتهى وباء السارس سنة 2003؟
كان الهدف هو معرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين فصيلة الدم والحالة الصحية. الجواب كان نعم.
بغض النظر عن السن أو الجنس، يبدو أن فيروس كورنا يؤثر بشكل أقل على الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من نوع O، من الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من نوع A.
لم تدهش هذه النتيجة جاك لو بوندو، مدير الأبحاث في المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية في مختبر أبحاث السرطان والمناعة نانت-أنجيه إذ أكد: "أنه الأمر لا يعد مفاجأة، لقد وجدنا نفس الشيء سنة 2003 بالنسبة للسارس حول وباء في هونج كونج".
الأجسام المضادة في دور مضادات الفيروسات
يوجد الجواب في الأجسام المضادة، حسب ما نشرته مجلة "جليكوبيولوجي".
ارتبطت الدراسة بمراقبة دور الأجسام المضادة في وقت الإصابة بالفيروس. يملك الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من نوع O طبيعيا أجسام مضادة مضادة لفصيلة الدم A، وفصيلة الدم B، والتي تشكل دفاعا مزدوجا مقارنة بتلك التي تملكها فصيلة دم من نوع A (نوع واحد من فقط من أجسام مضادة مضادة B)، أو تلك المرتبطة بفصيلة الدم B (أجسام مضادة مضادة ل A).
"عندما يتم إنتاج الفيروس من قبل شخص من فصيلة دم A، فسيحمل الفيروس علامة فصيلة الدم تلك، A وبنفس الطريقة بالنسبة لشخص من فصيلة الدم B. وأوضح أن الأجسام المضادة لـ A و B ستكون قادرة على تدمير الفيروس بسرعة أكبر عند شخص يحمل فصيلة الدم من نوع O"
كل شيء يحدث على مستوى الفيروس مع الخلايا المضيفة. بمجرد أن يدخل الجسم، لا يمكن لفيروس كورونا أن يتكاثر لأن الأجسام المضادة تمنع التفاعل بين البروتين S ومستقبله في الخلية، إنزيم 2.
السارس هو فيروس تاجي، وبالنظر إلى قربه من كوفيد-19، فإن الآلية نفسها ربما تعمل. اعتمادا على فصيلة الدم، نقوم بتطوير أجسام مضادة مختلفة منذ الولادة. سيكون لدى أفراد فصيلة الدم A أجسام مضادة B ، وفصيلة الدم من نوع B لهم أجسام مضادة A. أما بالنسبة لـ O ، فإنهم يطورون مضادات أجسام AوB، وهي بمثابة دفاع مزدوج يمكن أن تدل على أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم من نوع O، يتوفرون على مناعة طبيعية أعلى بقليل.
مميزات فصيلة دم O
فصيلة الدم O، هي المهيمنة عالميا، (45 ٪) ويتم توزيعها بشكل متشابه تقريبا من دولة إلى أخرى (باستثناء السكان الأصليين والإنويت الذين يحملون فصيلة دم من نوع O بشكل رئيسي).
إذا كان يشكل ميزة ضد فيروس كورونا لحامليه، فهذا يعني أنه يبطؤ الوباء. ومع ذلك، فإنه لا يمنع الأشخاص من هذه الفصيلة الدموية من الإصابة، من قبل شخص من نفس المجموعة ومصاب بالفعل.
إذا أظهرت الدراسة الصينية أن فصيلة الدم A أقل حظا (20٪ أكثر من خطر الإصابة بفيروس كورونا)، فإنها لم تقل شيئا عن أصحاب فصيلة B، بالتأكيد لأن العينة صغيرة جدا".
أصبح من الممكن الآن استخدام دور الأجسام المضادة كسلاح ضد انتشار الفيروس، إذا كان من الممكن تعزيزها بفضل البروبيوتيك، فيمكن بفضلها تقليل عدد الإصابات وكذا الجائحة المخيفة.