وضعت السلطات المحلية بالعرائش، يوم الجمعة الماضي، بناء على الفحوصات الطبية لأحد الأشخاص، حي الوفاء بأكمله تحت الحجر الصحي بسبب مخاوف من انتشار وباء "كورونا". وحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذا الشخص يقطن بهذا الحي وفي السبعينات من عمره، وسبق أن تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ ليتم نقله إلى مصحة خاصة بطنجة، قبل أن يتم تحويله إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، حيث وافته المنية.
ومباشرة بعد وفاة الهالك، تم إرسال تحاليل مخبرية إلى الجهات المختصة بتداعيات فيروس "كورونا"، ليتبين أنه مصاب بهذا الفيروس في ظروف غامضة، مع العلم أنه معروف بنشاطه الجمعوي، وسبق أن التقى بعدد من الأشخاص، كما زار عائلة له بعاصمة البوغاز، وكان معروفا أيضا بمساعدة المحتاجين والتوسط لهم مع المحسنين بأحياء مدينة العرائش، الأمر الذي زاد من تخوفات انتشار الفيروس.
ومباشرة بعدما أظهرت التحاليل المخبرية إصابة الهالك بالفيروس، جرى تطويق حي الوفاء بأكمله بحضور عامل الإقليم، بسبب الخوف من اتساع رقعة هذا المرض، حيث استعانت المصالح المختصة بالقوات المساعدة والأمن الوطني لمنع الدخول أو الخروج من هذا الحي إلى حين انتهاء فترة الحجر الصحي لكافة القاطنين فيه، بسبب تحركات الهالك السالف ذكره، مع العلم أن التحريات الطبية حول عدد المخالطين لم تكن كافية، لكون الهالك لم يتم التأكد من إصابته بالفيروس سوى بعد وفاته.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن المصالح الطبية المختصة تجري تحريات شبه يومية حول مستجدات هذا الحي، وحول وجود إصابات جديدة محتملة بهذا الفيروس القاتل.
ولا تزال مدينة العرائش تحتضن حالتين فقط للإصابة بهذا الفيروس، إذ توجد هذه الحالات بالمستشفى الخاص بتتبع هذا الفيروس بطنجة، في وقت أدى تطويق الحي المذكور لبث حالة من الذعر في أوساط الساكنة المحلية، حول إمكانية وجود بؤر محلية غير بادية، وهو الأمر الذي سيؤكده التتبع الطبي للحالة الصحية لعائلة الهالك، وكذا بقية المخالطين على مستوى المدينة وغيرها من المدن التي زارها قبل وفاته.