في الوقت الذي تبذل الدولة مجهودا كبيرا للحفاظ على استقرار وضعية الأسر، خلال فترة حالة الطوارئ الصحية، وانخراط العديد من المؤسسات في منح تسهيلات للأشخاص الذين فقدوا مناصب شغلهم، خرجت بعض مؤسسات التعليم الخصوصي لمطالبة الآباء بأداء مصاريف تمدرس أبنائهم لشهر أبريل، وهناك مؤسسات أخرى طالبت بأداء رسوم التسجيل للموسم المقبل.
وتوصلت آلاف الأسر المغربية بسيل من المكالمات من طرف مؤسسات خصوصية، طيلة الأسبوعين الماضي والجاري، تطلب منهم تسديد الأقساط الشهرية. وحسب آباء تحدثوا لـ "تيلي ماروك"، فإن استفزاز أرباب المؤسسات الخاصة اللامحدود والمتناغم مع جشعهم الذي عبروا عنه رسميا وهم يطالبون رئيس الحكومة بالاستفادة من صندوق الدعم الخاص بكورونا وتمتيعهم بالإعفاءات الضريبية، اعتمدوا فيه مبدأ التدرج منذ أواخر شهر مارس، انطلاقا من تذكير الأسر بمراعاة أولوية تسديد الأقساط الشهرية المعتادة وخصمها من أجورهم الشهرية، مرورا بنداءات الالتحاق من أجل الأداء، قبل أن تنصرف المؤسسات التعليمية نفسها ويقدر عددها بالمئات على الصعيد الوطني، إلى إطلاق تهديدات مجحفة للآباء بمنع أبنائهم من اجتياز الامتحانات أو طردهم إن اقتضى الأمر حسب مصادر الموقع، وهناك مؤسسات طالبت الآباء بأداء رسوم التسجيل للموسم الدراسي المقبل، فيما اجتهدت مؤسسات تعليمية بإرسال سائقي سيارات النقل المدرسي لطرق أبواب منازل الأسر لتحصيل المبالغ الشهرية للتمدرس.
وأمام هذه الوضعية الخطيرة التي ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل التلاميذ المسجلين بالتعليم الخصوصي، طالب آباء وأولياء متضررين من تدابير حالة الطوارئ الصحية، سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية، بالتدخل للضرب على أيدي المؤسسات الخاصة التي تهدد الأسر والتلاميذ.