تواصل مصالح الحموشي التصدي لمختلف العمليات الإجرامية التي تستهدف المواطنين وممتلكاتهم، وكذا كسر حالة الطوارئ الصحية التي اعتمدتها السلطات العمومية للحد من تفشي وباء كورونا. ومساء الخميس الماضي، نجحت فرقة مكافحة العصابات التابعة لمصلحة الشرطة القضائية بالأمن الإقليمي، في فك لغز سرقة سيارات كثيرة خلال الأيام الأخيرة والتي تزامنت مع انطلاق فترة الطوارئ الصحية، حيث اعتقلت أربعة أشخاص من مواليد 1978 و1994 و1973 و1983 متهمين بتكوين عصابة إجرامية وصفت بالخطيرة، متخصصة في سرقة السيارات وتزوير بياناتها ومعالمها، وتسخيرها في عمليات النقل السري للمواطنين بين المدن في تحد خطير لعملية الحجر والطوارئ التي فرضت عزل بعض المدن المسجلة بؤرا محلية لانتشار كورونا.
وبعد وضع المتهمين، وهم من ذوي السوابق القضائية المتعددة في جرائم السرقة والاتجار في المخدرات، رهن الحراسة النظرية بمقر الأمن الإقليمي بسلا، والاستماع إليهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، جرى عرضهم، صباح أمس الأحد، على أنظار الوكيل العام للملك، الذي أحالهم بدوره على أنظار قاضي التحقيق، حيث قرر إيداع اثنين منهم سجن العرجات ضواحي سلا من أجل متابعتهما في وضعية اعتقال، فيما ستتم متابعة المتهمين الآخرين في حالة سراح.
ويواجه المتهمون الأربعة المنحدرون من منطقة عامر بسلا وأيت يدين بالخميسات تهما ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة السيارات وتغيير بياناتها وأرقامها من خلال تزوير لوائح ترقيمها بصفائح ترقيمية خاصة بسيارات أخرى، كما وجهت إليهم النيابة العامة تهم الاتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة وكذا النقل السري بما يشكل خرقا لحالة الطوارئ الصحية.
وحسب مصادر جيدة الاطلاع، فإن المصالح الأمنية بسلا توصلت بشكايات عديدة من طرف بعض المواطنين الضحايا الذين تعرضوا لسرقة سياراتهم من طرف مجهولين خلال الآونة الأخيرة وتحديدا خلال أيام الطوارئ الجارية، وبعد تفاعلها مع شكايات الضحايا باشرت تحرياتها بالاعتماد على معلومات استخباراتية وعمليات ترصد دقيقة لبعض المشتبه بهم، قبل أن تطيح بمتزعم العصابة وهو على متن سيارة، تبين بعد إخضاعها للتفتيش بأحد السدود القضائية بمدينة سلا، أنها مزورة اللوائح.
وبعد تعميق الأبحاث مع المتهم الموقوف، أطاحت عناصر الأمن بباقي المتهمين المتورطين في عمليات السرقة، حيث أسفرت عملية التفتيش التي أنجزت بمنازلهم ومستودعين بضواحي المدينة، عن حجز سيارات مسروقة ولوائح مزورة ومعدات تستعمل لتفكيك محركات وأجزاء السيارات المسروقة بهدف تغيير معالمها، كما تم حجز كمية من المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأكدت مصادر «تيلي ماروك» أن عناصر الأمن المكلفة بإنجاز التحريات نجحت في فك لغز العديد من الممارسات الإجرامية المنسوبة لأفراد العصابة، حيث كشفت التحقيقات أن اثنين منهم كانا يستغلان السيارات المسروقة بعد تغيير معالمها في عمليات النقل السري للمواطنين الراغبين في التنقل بين مدن سلا القنيطرة والخميسات، عبر مسارات غير معلنة ومؤمنة بالعالم القروي، وذلك من أجل تفادي المراقبة المشددة بمداخل ووسط المدن تنفيذا لإجراءات الطوارئ الصحية.