يبذل أعوان السلطة من مقدمين وشيوخ مجهودات مضنية منذ الإعلان عن حالة الطوارئوالحجر الصحي المنزلي، حيث تم تجنيدهم في التأطير والتحسيس والتدخلات أثناء الحملات، يشتغلون ليل نهار كخلايا نحل، وزاد استنفار جهودهم وأصبحواأيدي السلطة وعيونها التي لا تنام في تنزيل الإجراءات الاحترازية من وباء كوفيد 19، حيث اعتبرتهم وزارة الداخلية عناصر أساسية لتنفيذ الإجراءات والقوانين التي سنتها،وأعطيت لهم مهام في غاية الصعوبة في فترة وجيزة، عبر تكليف أعوان السلطة بتوزيع الرخص الاستثنائية على المواطنين ومتابعة وضعية المستفيدين من دعم الدولة، على غرار حاملي بطاقة «راميد»، حيث بالرغم من هذه المجهودات، لم تسلط الأضواءعلى أعوان السلطة مع أنهم يتواجدون في الصفوف الأمامية لمحاربة انتشار وباء كورونا والمساهمة في الاستقرار، معرضين أنفسهم للأخطار في مواجهة هذا الوباء الفتاك.
نجم بأحياء القنيطرة
خلق (حسن)،عون السلطة بمدينة القنيطرة، الحدث في ظل جائحة كورونا، ونال شهرة واسعة وسطع اسمه لدى المسؤولين بالعمالة ولدى السكان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث المتتبعين لما قام به من مجهودات وتدخلات بالحي الشعبي «العلامة» وحي الفتح اللذين يعتبران نقطة سوداء منذ سنوات، حيث يعرف البناء العشوائي واحتلال الملك العمومي وانتشار مخلفات الأزبال، وكان يصعب على السلطات التدخل للحد من الفوضى والترامي على الملك العمومي والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
المقدم المشهور بفالدو
عون السلطة المعروف بفالدو، ذو قامة طويلة وبنية جسدية قوية جعلته مهاب الجانب وأنجحت مهمته وصرامته في التدخل لإلزام المواطنين باحترام القانون والحجر الصحي، بالرغم من أن الحي الشعبي كان يصعب معه الانضباط للاحتياطات ولتعليمات وزارة الداخلية والسلطات وللحملات التحسيسية، إذ بدا السكان في بداية حالة الطوارئ غير مبالين بالحملات التوعوية والشروط الوقائية،وكانت الأسواق المتواجدة بحي العلامة تشكل بؤرا منفلتة، وهو ما دفع السلطات إلى اعتماد الحزم في تمشيط وإزالة الخيام البلاستيكية والبنايات العشوائية، واستعمال الجرافات التي هدمت البنايات التي تحتل الملك العمومي، وتحول الحي من نقطة سوداء إلى أشجار ومغروسات وكأنه استرجع الحياة والهدوء والبيئة النظيفة. وظل المقدم فالدو رفقة رؤسائه من السلطات المحلية يتصدون لكل من يحاولون خرق حالة الطوارئ.وبدا عون السلطة، الذي يقطن بالمنطقة نفسها في حالة استنفار دائم ومتواصل يواكب جميع التطورات الحاصلة بعين لا تنام.
مواطنون يشيدون بفالدو
أثنى العديد من المواطنين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على المقدم فالدو واعتبروه أحد الأبطال في ظل جائحة كورونا ومن خيرة أعوان السلطة،مؤكدين أنه لا يتوانى في تطبيق القانون وإرغام جميع المتهورين، خاصة باعة السويقة بحي العلامة وحي الفتح اللذين كانا يعرفان اكتظاظا وتوافد العديد من المتبضعين، وألزم الجميع بإخلاء المكان والتزام الحجر الصحي،مع توعية وتحسيس المواطنين تارة بالتي هي أحسن وتارة أخرى باستعمال الشدة والصرامة وقوة صوته الجهوري، وقامته الطويلة التي تجعله مهاب الجانبحتىمن قبل بعض الجانحين. وحسب ما يتداوله القنيطريون، فإن المقدم فالدو كان الذراع القوي للسلطات التي استعادت هيبتها وأعادت الانضباط إلى هذا الحي.
وإذا كانت بعض المناطق اشتهر فيها مسؤولون بوزارة الداخلية، من نساء ورجال السلطة والأمن،بتدخلاتهم التي خلقت لهم الشهرة، فإن مدينة القنيطرة ذاع فيها صيت المقدم فالدو، الذي تجاوز الحديث عنه حيي الفتح والعلامة ليصل إلى مسامع عامل الإقليم ورئيس قسم الشؤون الداخلية لما يبذله من تضحيات ونكران للذات في خدمة الوطن، متحديا الأخطار المحدقة به في ظل جائحة كورونا.