أنهت المحكمة الابتدائية بطانطان، في ظرف أقل من أسبوع، فصول محاكمة ضد ثلاثة شبان من المدينة، اعتدوا على قائد الملحقة الإدارية الثانية، الأسبوع الماضي، حيث أدانت المحكمة المتهم الذي سدد ضربة بواسطة «مقراج» بسنتين حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5000 درهم، فيما قضت في حق الشابين الآخرين اللذين كانا معه أثناء المشادات الكلامية مع القائد، بثلاثة أشهر حبسا نافذا لكل واحد منهما.
وتعود فصول الواقعة إلى ليلة يوم الأحد قبل الماضي، حينما كان القائد رفقة بعض أعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة في دورية ليلية لمراقبة مدى التزام السكان بإجراءات الحجر الصحي وتطبيق حالة الطوارئ الصحية، قبل أن يتفاجؤوا بوجود ثلاثة أشخاص من قاطني حي الصحراء، بمكان قريب من حمام الساقية الحمراء، وأثناء إيقافهم والبحث معهم عن دوافع وجودهم بذلك المكان في وقت متأخر من الليل بعد دخول ساعة الحجر الصحي، لم يرق الأمر لهؤلاء الأشخاص ليدخلوا في جدال ومشادات كلامية مع القائد. وقد تطور الأمر في رمشة عين، قبل أن يعتدوا عليه، ويعمد أحدهم إلى ضرب القائد بإناء (مقراج) الذي يستخدم في غلي الماء، على مستوى الرأس مما تسبب له في جروح غائرة، سقط على إثرها القائد مغمى عليه، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي، حيث تلقى مجموعة من العلاجات الضرورية، وظل هناك إلى أن استقرت حالته الصحية، فتم نقله من جديد على متن سيارة إسعاف في ساعة متأخرة من الليلة نفسها نحو المستشفى الجهوي لكلميم، من أجل إجراء فحوصات للكشف بـ«السكانير» لمعرفة مدى خطورة الإصابة ودرجة عمقها داخل الرأس. وعرف المستشفى حالة استنفار قصوى من قبل مجموعة من رجال السلطة والمسؤولين على مستوى العمالة وممثلي الأجهزة الأمنية، لتتبع حالة القائد الصحية.
وبحسب بعض المعطيات، فقد جرى اعتقال الأشخاص الثلاثة المتهمين بالاعتداء على القائد، حيث تم اقتيادهم إلى مخفر الشرطة، إذ تم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث، قبل أن يتم تقديمهم في اليوم الموالي في حالة اعتقال أمام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة، بتهم خرق نظام الطوارئ الصحية والاعتداء على موظف عمومي أثناء مزاولته لمهامه.