تطرق برنامج "Interdit d'interdire"، الذي يبث على قناة روسيا اليوم، لموضوع نجاح النموذجين المغربي والألماني في التعامل مع تفشي جائحة كورونا، التي تضرب العالم والحد من انتشارها، حيث أجمع المشاركون على نجاح هاذين النموذجين في الحد من تأثيرات الوباء.
فقد تفادى المغرب انتشار الفيروس من خلال تسريع الإجراءات الوقائية، حيث مع بداية تفشي فيروس كورونا بالمملكة سارعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية كانت السباقة في تبنيها مقارنة مع بلدان الجوار للمملكة، ففي وقت قصير استطاع المغرب سن عدد من القوانين التي من شأنها الحد من تفشي فيروس كورونا، وكان أبرزها إغلاق الحدود البرية والجوية بشكل تدريجي بدأ بالجارتين الجزائر واسبانيا، ليصل في ظل 3 أيام إلى الإغلاق الكامل، وتعليق جميع الرحلات الدولية مع باقي العالم.
كما سارع المغرب إلى إغلاق جميع المدارس بالمملكة منذ 16 من مارس واعتماد التعليم عن بعد، كما تم الرفع من الإجراءات الاحترازية بإعلان حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء المملكة، وفرض الحصول على تفوض رسمي للأشخاص الملزمين بالخروج من المنازل، وتم إلغاء جميع أشكال التجمعات، بالإضافة إلى إغلاق المحلات والمقاهي ودور السينما وألغاء جميع التظاهرات الرياضية والثقافية.
كما أحدث المغرب تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، صندوقا خاصا بتدبير جائحة فيروس كورونا في 16 مارس 2020 ، باعتمادات تصل لـ 10 مليارات درهم، خصص للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء في ما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال، لعلاج الأشخاص المتضررين من الفيروس في ظروف جيدة، وتعويض الأشخاص الذين فقدوا عملهم.
ومع إقرار المغرب لإجبارية ارتداء الكمامات الواقية من الفيروس، تم الإعلان أن المعروض من الكمامات في السوق المغربي، يفوق الطلب حيث ثم العمل على إنتاج أكثر من 5 ملايين كمامة يومياً.
وبالنسبة لألمانيا فقد كانت سياسة تعقب المصابين والكشف المبكر، عاملان ساعدا السلطات في كسب وقت مهم جدا لبناء دفاعاتها في مواجهة المرض، ويقول العلماء إن الوقت الذي كسبته ألمانيا ربما أنقذ أرواح بعض الناس. فقد ظهرت أول حالة لانتقال الفيروس محليا في وقت سابق على ظهورها في إيطاليا لكن عدد الوفيات في ألمانيا كان قليلا جدا بالمقارنة، إذ كانت أول حالة تكتشف لانتقال المرض محليا في إيطاليا في 21 فبراير.
وبدأت ألمانيا حملة إعلامية وأطلقت إستراتيجية حكومية للتعامل مع الفيروس اعتمدت فيها على إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس على نطاق واسع،. وتجري ألمانيا حاليا 470 ألف اختبار للكشف عن فيروس كورونا في الأسبوع، رغم ذلك تتطلع الحكومة الألمانية إلى زيادة عدد الاختبارات، حيث أكد وزير الصحة أن بلاده قادرة على إجراء 900 ألف اختبار أسبوعيا.
ومع شروعها في تخفيف الحظر المفروض في البلاد، اتخذت السلطات الألمانية مجموعة من التدابير، حيث بات ارتداء الكمامات خارج المنزل الزاميا، وفرضت القيود الجديدة ارتداء كمامات قماشية في وسائل النقل العام، وفي المتاجر، في معظم مناطق البلاد.