بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر على رحيل الفنان المسرحي عبد القادر عبابو عن الحياة، بعد أسابيع قضاها طريح الفراش إثر معاناة طويلة مع المرض، في غياب أية تغطية صحية، وبعدما ووري الثرى يوم 20 يناير الماضي، أفرجت وزارة الصحة، يوم 27 أبريل الماضي، عن جواب «مثير» يهم مراسلة توصلت بها يوم 6 يناير للبرلماني الحسن أزوكاع عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، والتي تتمحور حول تقديم مساعدة طبية للفنان المسرحي عبد القادر اعبابو.
وطلبت وزارة الصحة في رسالتها بتزويدها بنسخة من التقرير الطبي المفصل، موقع ومختوم من طرف طبيب مختص، يبين تاريخ الإصابة بالمرض، والأدوية المستعملة سابقا، ودواعي اللجوء إلى وصف الأدوية موضوع الملتمس. كما طلبت الوزارة نسخة محيّنة من نتائج الفحوصات الطبية، وذلك حتى يتسنى للوكالة الوطنية للتأمين الصحي دراسة ملف المعني بالأمر للحصول على مساعدة طبية من عدمها.
وجاء جواب الوزارة متأخرا جدا عن وقته، بالرغم من أنها توصلت بالملتمس في بدايات مرض الفنان المسرحي، لكنها لم تجب عنها إلا بعد رحيله بأشهر، حيث إنه فارق الحياة في 20 يناير بالمستشفى الجامعي بمراكش بعدما نقل إليه يوم 11 من الشهر ذاته.
وكان الفنان المسرحي يعاني معاناة مزدوجة، الأولى بسبب مرض السرطان الذي ألم به وحاول مقاومته في صمت مدة طويلة، أما الثانية فقد كانت بسبب غياب الدواء الذي كان يحتاجه، الأمر الذي دفع عددا من أصدقائه ومعارفه إلى البحث عن سبل من أجل علاجه، ومنها اللجوء إلى وزارتي الصحة والثقافة من أجل التكفل به ومساعدته طبيا، واستجابت وزارة الثقافة حيث جرى نقله من أكادير إلى المستشفى الجامعي بمراكش، إلى أن فارق الحياة بعد تسعة أيام من دخوله.
وبحسب المصادر، فإن الفقيد أول مبادر لترسيخ الفعل المسرحي المنظم والمؤسس بجهة سوس عموما وإقليم أكادير الكبير على وجه الخصوص، حيث عمل على تأسيس جمعية أنوار سوس للثقافة والفن بأكادير سنة 1969، والتي قادها وأشرف على كل منجزها المسرحي والفني مخرجا ومعلما، وضخ في شرايينها ممارسة مسرحية جادة وملتزمة، وربى على امتداد أزيد من أربعة عقود أجيالا مسرحية انبثقت من رحم أنوار سوس.