علمت «تيلي ماروك»، من مصادر مطلعة، أن مصالح المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بسطات دخلت على خط التحقيق في قضية التحاليل التكميلية الخاصة بالمصابين بفيروس كورونا المستجد، والذين كانوا رهن العلاج بالمستشفى الإقليمي بسطات، والتي يتم إجراؤها بأحد المختبرات الخاصة بالمدينة، عوض مختبر التحاليل المتواجد بداخل المستشفى الإقليمي كما هو معمول به ضمن مسار تتبع مرضى (كوفيد19).
واستمعت لجنة التحقيق التابعة للمندوبية الإقليمية للصحة بسطات، لمجموعة من الأطر الصحية والإدارية المشرفة على علاج مرضى الفيروس، للوقوف على الجهة المتورطة في مثل هذه الأخطاء وجعل المرضى بوباء كورونا يجرون تحاليل تكميلية خارج المستشفى، وبالضبط حول كيفية اختيار أحد المختبرات بالمدينة الذي يحمل اسما شبيها بمعهد باستور وهو ما شكل لبسا لعدد من المرضى الذين وصفوا أنفسهم بضحايا عملية تحايل بعدما اعتقدوا أن المختبر تابع لمعهد باستور بالدار البيضاء ليفاجؤوا بمطالبتهم بأداء ثمن تلك التحاليل التي بلغت تكلفتها المالية 830 درهما لكل تحليلة تكميلية.
وحققت اللجنة التي كانت حلت يوم الخميس الماضي بإدارة المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، كذلك، في فضيحة أخرى تخص سيدة تعمل منظفة بالجناح الخاص بمرضى كوفيد 19 بالمستشفى نفسه، والتي تم وضعها بغرفة العزل الخاصة بمرضى الفيروس وإعطاؤها نفس الأدوية وإخضاعها لبروتوكول العلاج دون أن تكون المعنية مصابة بالفيروس، وهو ما كشف عنه النقاب من خلال نتائج التحاليل المخبرية التي أكدت أنها غير مصابة.
ويأتي تدخل المندوبية الإقليمية للتحقيق في قضية وضع عاملة نظافة بالعزل الصحي دون أن تكون مصابة بالفيروس، بعد توصل هذه الأخيرة بشكاية وخروج زوج المعنية من خلال فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، يتهم من خلاله إدارة المستشفى بوضع زوجته بغرفة العزل الصحي بالجناح المخصص لمرضى كوفيد 19، منذ 24 أبريل إلى 28 من الشهر نفسه، وإخضاعها لنفس البروتوكول العلاجي الخاص بالمرضى وحقنها بالحقن ومدها بالأقراص التي يعالج بها المرضى، قبل أن تكشف التحاليل التي أجريت لزوجته يوم الجمعة 24 أبريل قبل حجزها عن أنها غير مصابة بالفيروس.
وأمام هذا الوضع اضطر الزوج لوضع شكاية في الموضوع بالمندوبية الإقليمية يطالب من خلالها بفتح تحقيق في الموضوع، وهي الشكاية التي دفعت المندوب الإقليمي لفتح تحقيق إداري، والذي من المنتظر أن يرفع إثره تقرير مفصل بكل الاختلالات التي يعرفها المستشفى الإقليمي بسطات.
يذكر أنه سبق للمستشفى أن أعلن إصابة ثلاثة ممرضين غير رسميين، من أصل عشر حالات مؤكدة بالفيروس في صفوف الأطر الطبية والصحية التي تشتغل بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات، وضمن المصابين طبيبان وخمسة ممرضين (طبيبان وممرضان فقط تابعان لوزارة الصحة وثلاثة ممرضين متدربين)، إلى جانب عاملين تابعين لشركة للمناولة بالمستشفى نفسه أحدهما يشتغل بستانيا والآخر مكلف بنقل المرضى (Brancardier)، إضافة إلى عاملة نظافة، ليست بالأقسام المخصصة لعزل المصابين بـ(كوفيد 19).
وكشف الحادث النقاب عن بعض الاختلالات بالمستشفى حول التقيد بالتدابير والإجراءات الخاصة بحماية الأطر الطبية من الإصابة بفيروس كورونا، والتي جاءت بها الدورية عدد 2020/032 التي وجهها وزير الصحة إلى المديرين الجهويين لتذكيرهم بتطبيق مضامين الدورية الصادرة عن مديرية الأوبئة والأمراض المتنقلة، خصوصا في ما يتعلق بالحماية الخاصة للمهنيين العاملين في مسارات «كوفيد19»، وعدم تعريضهم لخطر الإصابة.
وتأتي تحقيقات المديرية الإقليمية لوزارة الصحة بسطات بعد أقل من يوم على الزيارة التي قام بها الكاتب العام لوزارة الصحة إلى المدينة من أجل البحث عن حلول للمشاكل التي يتخبط فيها المستشفى.