اختارت كريمة سريع، رئيسة قسم التمريض بمصلحة علاج فيروس «كورونا» كوفيد 19، بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، العمل إلى جانب زملائها الأطباء والممرضين، رغم معاناتها مع مرض مزمن، وقدمت الوطن على التزاماتها الأسرية باعتبارها أما لثلاثة أطفال، فضلا عن بعدها عن أطفالها الصغار لظروف الحجر الصحي، وإجراءات الحماية والوقاية من انتشار الوباء، وبروتوكول العلاج الموصى به من قبل مصالح وزارة الصحة.
وقالت كريمة، في تصريح خصت به «تيلي ماروك»،إنه رغم إصابتها بمرض مزمن ( maladie systeme)، وأخذها الأدوية المناسبة للعلاج، إلا أنها أصرت على العمل إلى جانب الأطقم الطبية والتمريضية المدنية والعسكرية، بمصلحة كوفيد 19، وتقديم العلاجات الضرورية للمرضى بالفيروس، ومواجهة الخوف من الفيروس الذي كانت تجهل عنه الكثير من المعطيات، ومحاولة خلق أجواء إيجابية داخل الفريق عبر المساهمة في التكوين والتأطير، والرفع من المعنويات، ودفع الجميع إلى تقديم أفضل ما لديه، تنزيلا للتعليمات الملكية السامية وخدمة للوطن.
وأضافت المتحدثة نفسها أنها تحس بفرحة عارمة عندما تطّلع على نتائج تحاليل مخبرية سلبية لمرضى كوفيد 19، وإعلان مغادرتهم المؤسسة الاستشفائية العمومية، مؤكدة أنها لم تعد تحس بأي ألم للمرض المزمن الذي تعاني منه، رغم عدم انتظام تناول الأدوية، وتقوم بعملها بمعنويات مرتفعة، ويقين تام بالقضاء على الجائحة بالتعاون والتنسيق بين الجميع، والالتزام بإجراءات الحجر الصحي، وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى، وتدابير النظافة والتعقيم.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أنها أم لثلاثة أطفال أصغرهم سنا لا يتجاوز عمره خمس سنوات، واختارت تلبية نداء الوطن على حساب أسرتها الصغيرة، لإيمانها العميق بأن المساهمة في الحرب على «كورونا» هي مسؤولية الجميع، والتسابق على الصفوف الأمامية من شيم الشجاعة والشهامة، ومبادئ خدمة المواطنين المرضى ابتغاء الفوز في الدنيا والآخرة.
وحسب رئيسة قسم التمريض بمصلحة كوفيد 19، فإن فريق القيادة كان من بين أهدافه الإشراف المباشر واليومي على جميع الحالات حتى يكون قدوة للجميع، ويشجعهم على الانخراط التطوعي في فريق «Covid 19»، لأنه، وكما لا يخفى على الجميع في بداية الجائحة، كانت الأطقم الطبية والتمريضية تتعامل مع فيروس جديد، لا تعلم مدى خطورته ومدى قوة انتشاره وإصابته للأطر الصحية، وبالتالي فإن فريق القيادة أخذ على عاتقه أن يكون في الخط الأمامي، وفي الاجتماعات المغلقة والضيقة لفريق القيادة الأول، تضيف كريمة سريع،«اعتبرنا أنفسنا فريقا من المجاهدين لبى نداء الواجب تجاه المريض والوطن، والحمد لله استطعنا يوما بعد يوم توسيع أعضاء وحدات كوفيد 19، إلى أن أصبح لدينا اليوم جيش من الأطر، وما عدد المتعافين اليوم الذي وصل 45 بنسبة 65 بالمائة، إلا نتيجة لعمل استراتيجية محكمة لفريق عمل متناسق ومتجانس».