علمت «تيلي ماروك»، من مصادر مطلعة، أن عناصر الدرك الملكي بسرية تيفلت، أحالت، نهاية الأسبوع الماضي، ثلاثة أشقاء بينهم سيدة، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، على خلفية تورطهم في قضية تكوين عصابة إجرامية واختطاف واحتجاز وتعذيب ومحاولة القتل.
وقررت النيابة العامة إحالة الموقوفين على قاضي التحقيق من أجل إخضاعهم للتحقيقات التفصيلية ومتابعتهم بالمنسوب إليهم، حيث قرر هذا الأخير إيداع الشقيقين وهما من مواليد السبعينات سجن العرجات ومتابعتهما في حالة اعتقال، فيما قرر متابعة شقيقتهما الكبرى وهي من مواليد الستينات في حالة سراح، في انتظار إيقاف شخصين مقربين من العائلة الموقوفة كشفت التحريات تورطهما في الممارسات الإجرامية التي نفذها الموقوفون الثلاثة.
وتعود أطوار هذه الواقعة إلى مساء الخميس الماضي، بعد أن سجلت مصالح الدرك الملكي بسرية تيفلت اعتداء وصف بالشنيع، تعرضت له عائلة تتكون من أربعة أشخاص بينهم سيدة، انطلق من نزاع عادي بين الجيران ليتطور إلى عملية إجرامية مخطط لها على شاكلة العصابات الإجرامية المتخصصة، قبل أن تنتهي بثلاثة أشخاص من عائلة واحدة في مستعجلات المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط والمستشفى الإقليمي بالخميسات، بعد احتجازهم وتعذيبهم بشكل خطير، ما دفع النيابة العامة إلى تكييف هذا السلوك بممارسة إجرامية تقتضي متابعة قضائية جنائية بعد أن امتدت العملية إلى الاحتجاز والتعذيب ومحاولة القتل .
وأكدت مصادر «تيلي ماروك» أن تدخل رجال الدرك الملكي في الوقت المناسب مباشرة بعد توصلهم بإخبارية حول اقتتال الأسرتين بالدوار، حال دون وقوع الكارثة ومصرع أفراد العائلة الذين ما زالوا يتلقون العلاجات اللازمة بغرف الإنعاش بالسويسي بالرباط والمستشفى الإقليمي بالخميسات.
وكشفت التحريات الأولية التي أنجزتها عناصر المركز القضائي بسرية الخميسات، بتنسيق مع الفصيلة القضائية بالقيادة الجهوية بالخميسات، أن العائلتين اللتين تسكنان بأحد الدواوير بضواحي مدينة تيفلت، نشب بينهما نزاع كان يبدو عاديا، قبل أن يتحول إلى مواجهة دموية، حيث اضطرت إحدى العائلتين إلى الاستنجاد بشخصين من سلا ومكناس من أجل تنفيذ تفاصيل الهجوم على العائلة بعقر دارها قبيل أذان المغرب، وهو الهجوم الذي لم تراع فيها ظروف شهر رمضان والطوارئ الصحية، حيث استغل شقيقان وأختهما الكبرى خلو الدوار من المارة ليقوموا باختطاف ثلاثة أشخاص وسيدة ونقلهم إلى منزل مجاور بمقر إقامتهم، ليشرعوا في الاعتداء عليهم بعد ربطهم إلى جذوع أشجار داخل المنزل والتفنن في تعذيبهم بشكل بشع تعكسه الجروح والإصابات الخطيرة التي عاينها الأطباء وفرضت وضعهم تحت العناية المركزة بمستشفيات الرباط والخميسات، تؤكد مصادر «تيلي ماروك»، مضيفة أنه لولا حضور رجال الدرك وقوات الإسعاف في الوقت المناسب لشهد الدوار كارثة حقيقية تزامنا مع الشهر الفضيل.
وذكرت المصادر أن عناصر المركز القضائي بسرية تيفلت تواصل تحرياتها الدقيقة، بتنسيق مع مصالح القيادة الجهوية بالخميسات، لإيقاف شابين في العشرينات من عمرهما تم تحديد هويتهما الكاملة بناء على تصريحات الأشقاء الثلاثة، في انتظار أن تخضع عناصر الدرك المكلفة بالبحث المصابين إلى جلسات استنطاق بعد تعافيهم من أجل الإحاطة بكل ملابسات هذه الجريمة.