أشاد خبراء وباحثون خلال ندوة عبر تقنية الفيديو نظمها مؤخرا المعهد الملكي ( إلكانو ) الذي هو أحد المراكز الرائدة في مجال التفكير الاستراتيجي في إسبانيا يتولى العاهل الإسباني الملك فليبي السادس رئاسته الفخرية بالمقاربة التي اعتمدها المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مواجهة والتصدي لتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد . وأكد المشاركون في هذه الندوة التي أطر أشغالها شارل بوويل مدير المعهد الملكي ( إلكانو ) حول موضوع "فيروس كورونا والمغرب العربي .. تحديات الاستقرار والإصلاحات " أن المغرب اعتمد إجراءات وتدابير استباقية همت العديد من المجالات بهدف محاصرة والحد من انتشار الوباء بمجرد أن تحول الوضع إلى حالة طوارئ في أوربا.
وشدد الخبراء والباحثون على أن المملكة تمكنت بفضل الآليات والتدابير التي اعتمدتها في هذا المجال من أن تشكل نموذجا ومثالا حيا للاستجابة السريعة والفعالة في مواجهة هذه الجائحة التي مست كل العالم .
وقالت انتصار فقير الباحثة في برنامج الشرق الأوسط التابع لمركز كارنيغي الدولي للأبحاث إن المغرب اتخذ سلسلة من الإجراءات والتدابير الصارمة للحد من تداعيات الأزمة الصحية التي نتجت عن تفشي وباء كورونا المستجد سواء على صحة المواطنين أو على الاقتصاد وهو ما جعل من المملكة نموذجا ومثالا استثنائيا في المنطقة.
وأوضحت انتصار فقير التي تشغل أيضا منصب رئيسة تحرير نشرة (صدى) أن المغرب "دخل مرحلة الإغلاق التام والحجر الصحي منذ يوم 20 مارس حيث تم إغلاق المدارس وضمان الاستمرارية التعليمية عن بعد من خلال شبكة الأنترنت كما تم حظر التجمعات وفرض ارتداء الأقنعة الواقية إلزاميا وهو القرار الذي شكل سابقة في المنطقة ".
كما ذكرت بإحداث خلية اليقظة الاستراتيجية والصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا الذي أحدث بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس مشيرة إلى أنه تم دعم القطاع الصحي بإنشاء وحدات استشفائية إضافية والإنتاج المحلي لأجهزة التنفس الاصطناعي وكذا الأقنعة الواقية واقتناء المعدات والمستلزمات الطبية ووسائل الكشف وإجراء الاختبارات.
ومن أجل ضمان نجاح استراتيجيته الاستباقية في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد قام المغرب بتعبئة جميع موارده البشرية لاسيما قوات الأمن والسلطات المحلية والجهوية والمركزية من أجل السهر على الامتثال واحترام هذه التدابير والإجراءات وتفعيل القرارات التي تم اتخاذها في هذا الصدد.
من جانبها شددت إيزابيل ويرينفيلت الخبيرة في المعهد الألماني للشوؤن الدولية والأمن "على تأثرها وانبهارها بقدرة وسرعة ردة فعل المغرب منذ ظهور أولى حالات الإصابة بالفيروس".
وقالت ويرينفيلت " لقد تأثرت بشكل كبير بالاستجابة الفورية والسريعة للمغرب وقدرة السلطات المحلية على تدبير تطور الوباء".
وأشادت بالتدابير التي اعتمدها المغرب والتي شملت جميع فئات المجتمع بما في ذلك القطاع غير المهيكل مشيرة إلى أن الاستراتيجية الاستباقية التي نفذتها المملكة أعطت ثمارها وبالتالي تستحق الثناء والإشادة.
ويعتبر المعهد الملكي ( إلكانو ) الذي أسسه أمير أستورياس عام 2001 بمثابة منتدى لتحليل ومناقشة القضايا الدولية وخاصة على مستوى العلاقات الخارجية لإسبانيا.