كما كان متوقعا، تضاعفت حالات الإصابة بفيروس كورونا بجهة الرباط سلا القنيطرة وتحديدا بالعاصمة الرباط لتصل إلى 651 إصابة، حيث كشفت التحاليل المخبرية التي أجريت على عدد كبير من المخالطين انفجار أرقام كوفيد19 بالعاصمة ونواحيها مسجلة أكبر نسبة من الإصابات التي أعلنت عنها وزارة الصحة ضمن حصيلة العاشرة صباحا، بحيث ناهزت 73 إصابة مؤكدة بجهة العاصمة من مجموع 99 حالة تم تسجيلها على الصعيد الوطني من الفترة الممتدة من الرابعة من مساء الاثنين حتى العاشرة صباحا من يوم أمس الثلاثاء، فيما وزعت الحصة المتبقية على أربع جهات وهي جهة طنجة تطوان التي شهدت عدد الإصابات لها انخفاضا كبيرا خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث سجلت حسب إحصاء أمس 14 حالة فقط،مقابل ارتفاع كبير في عدد المتعافين بها، متبوعة بجهة مراكش اسفي (6 حالات) وفاس مكناس (5حالات)، وجهة الدار البيضاء حالة واحدة وهو رقم غير مسبوق على مستوى هذه الجهة التي سجلت بها نسب قياسية جعلتها تتبوأ الصدارة ضمن لائحة الإصابات بفيروس كوفيد 19 منذ الإعلان عن أول حالة بالمغرب.
وبخصوص الرباط، أفزعت الأرقام المعلنة بتسجيل 73 حالة إصابة في ظرف 18 ساعة ساكنة العاصمة والجهة عموما، في ظل ضعف التواصل مع المواطنين حول تفاصيل جائحة كورونا بجهة العاصمة ومواقع هذه الإصابات.
ضعف التواصل تزامن مع انفجار عدد الإصابات التي سبق للمديرية الجهوية أن أعلنت قبل ثلاثة أيام في قراءة رسمية لمستجدات كوفيد أن الرباط خال من البؤر العائلية والمهنية دون تحديد دقيق لطبيعة هذه الإصابات ومواقعها وتوزيعها الجغرافي بين المدن والجماعات.
وحسب مصادر الجريدة فإن الإعلان عن تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا أمس استنفر سلطات الرباط التي بادرت منذ الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، إلى عزل العاصمة الرباط بشكل نهائي، حيث أغلقت كل مداخلها سواء التي تربطها بسلا أو تمارة، واضطرت السلطات الأمنية إلى منع عشرات السيارات القادمة من سلا من ولوج مدينة الرباط في الوقت الذي ظلت تتحرك بأريحية كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، التي بدت فيها شوارع الرباط وسلا مكتظة بالسيارات على غير العادة منذ انطلاق فترة الحجر والطوارئ الصحية.
أسواق الرباط سواء بحي يعقوب المنصور أو التقدم واليوسفية والعكاري وحي المحيط، شهدت هي الأخرى تدخلات صارمة، صباح أمس الثلاثاء، من طرف رجال السلطة وأعوانهم، بعد أيام من التراخي التي عمت هذه الأسواق بسبب فوضى التبضع والإنزالات الجماعية للمواطنين وعدم احترام قواعد السلامة والتباعد الاجتماعي.
وبالموازاة مع الإجراءات المتخذة بالرباط تزامنا مع متغيرات الوضعية الوبائية بالرباط، يرتقب أن تشدد السلطات العامة هذه التدابير والمواقع التي سجلت بها الإصابات الجديدة فضلا عن الأحياء الشعبية بمختلف المدن وتحديدا بمدينة الرباط، والتي ظلت تشكل هاجسا لدى السلطات المحلية نظرا لتوفرها على أسواق وتجمعات للتبضع تعرف تدفقا كبيرا للمواطنين خاصة خلال فترة رمضان، كما ينتظر أن تمتد هذه الإجراءات الصارمة إلى بعض المصانع والمعامل التي لا تتعدى العشرات بالجهة من أجل تفادي البؤر المهنية.