أسرت مصادر خاصة بـ«تيلي ماروك» أن المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بتمارة نجح، بتنسيق مع المراكز الترابية التابعة للسرية وتحت إشراف القيادة الجهوية للدرك الملكي، في فك لغز جريمة سطو وصفت بالخطيرة تعرضت لها خزنة حديدية من داخل شركة توزيع قنينات الغاز بمنطقة عين عتيق، قبل أيام، حيث تمكنت، بفضل أبحاث دقيقة استعملت فيها كل الوسائل التقنية واللوجستيكية الممكنة، من اعتقال مدبرعملية السرقة ومساعده، لينضما بسجن العرجات إلى متهم آخر يشتغل حارسا للمستودع جرى اعتقاله منذ انطلاق التحريات الأولية في النازلة.
وحسب مصادر«تيلي ماروك»، فإن الأبحاث التي باشرتها عناصر المركز القضائي بسرية تمارة حول شكاية الشركة التي تعرضت للسرقة، قادت إلى الإطاحة بمتهمين اثنين ينحدران من منطقة الغرب، حيث كشفت التحريات أنهما نفذا عملية سرقة غير مسبوقة استهدفت خزنة حديدية ضخمة تبلغ حمولتها حوالي 500 كلغ وتتضمن أكثر من 40 مليون سنتيم، وتم وضعهما، أول أمس الثلاثاء، رهن تدابير الحراسة النظرية من أجل إخضاعهما للبحث الذي تنجزه فرقة خاصة من المركز القضائي للتنسيق مع قائد السرية والقائد الجهوي للدرك بالرباط، وتحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط.
وأكدت المصادر، أن التحريات تتجه لإسقاط متورطين آخرين في هذه العملية، بعد أن تبين أن مدبر عملية السرقة هو من ذوي السوابق القضائية في عمليات منظمة مماثلة بمنطقة الغرب، وخطط لتنفيذ العملية بمستودع تابع لشركة قنينات الغاز بعين عتيق بتمارة بإيعاز من شقيقه الذي يشتغل بنفس المستودع، بتنسيق مع الحارس المداوم الذي تم اعتقاله في وقت سابق، بعد أن أوضحت الأبحاث أنه متورط في التنسيق مع الشبكة وتيسير عملية السطو التي تمت ليلا وفي عز الطوارئ الصحية، مباشرة بعد عيد الفطر.
وذكرت مصادر خاصة بـ«تيلي ماروك»، أن واقعة السرقة التي استهدفت المستودع الضخم الخاص بشحن وتخزين قنينات الغاز المتجهة إلى أسواق الجهة، استنفرت كل الأجهزة الأمنية بنفوذ القيادة الجهوية وسرية الدرك وكل المراكز الترابية التابعة لها على مستوى سرية تمارة، خاصة بعد أن عاينت فرق البحث أن الخزنة الحديدة تزن حوالي 500 كلغ وتمت سرقتها بالكامل، ونقلها إلى مكان آخر حيث تمت عملية فك شفرات أقفالها من أجل السطو على المبالغ المالية الضخمة التي كانت مخزنة بها وتقدر بالملايين، إضافة إلى وثائق إدارية ومحاسباتية وصفت بالسرية والمهمة، قبل أن تتمكن عناصر المركز القضائي من فك كل الألغاز المرتبطة بهذه السرقة، حيث تم اعتقال ثلاثة أشخاص، وإخضاع ثلاثة آخرين للبحث، بعد وضعهم، أمس الأربعاء، رهن تدابير الحراسة النظرية، بينهم مستخدمون بالشركة ذاتها، وموظف بجماعة عين عتيق، كشفت التحريات علاقتهم المباشرة بعملية السرقة، وينتظر أن يتم إيقاف متهمين آخرين.
وأكدت المصادر أن مصالح الدرك حجزت لدى المتهمين ثلاث سيارات نفعية، واحدة منها تحمل بيانات مزورة، جرى توظيفها في تحركات أفراد الشبكة نحو منطقة عين عتيق لتسهيل عملية السطو، كما تم حجز مبالغ مالية مهمة، فيما أكد الموقوفون إنفاق بقية المبلغ المسروق، وتم حجز وثائق ومتعلقات أخرى خاصة بالشركة كانت مخزنة بنفس الخزنة الحديدية. وفي انتظارأن يكشف المتهمون الستة الذين تم إيقافهم لحد الساعة عن تفاصيل عملية السطو وكيفية تنفيذها، ترجح المصادر أن السرقة نفذت بحرفية كبيرة، حيث أوضحت التحريات، حسب مصادر الجريدة، أن أفراد العصابة قاموا بتعطيل كل الكاميرات المنصوبة بمداخل وزوايا المستودع، بهدف طمس معالم السرقة وعدم استطاعة المحققين رصد سيناريو الهجوم الذي يرجح أنه جرى بمساعدة الحارس الذي كان يتوفر على كلاب مدربة، في الوقت الذي برر تقصيره في المداومة والحراسة بالنوم.كما ترجح المصادر أن تكون العصابة قد استعملت في عملية السطو شاحنة ذات رافعة تكلفت بانتشال ونقل الخزنة الحديدية الضخمة إلى خارج المستودع، قبل وضعها في ناقلة أخرى والتوجه بها إلى مستودع آخر من أجل كسرها وإفراغها من الأموال والوثائق.