حصلت «تيلي ماروك» على وثائق رسمية تثبت تراجع أسرة الطفلة مريم ذات التسع سنوات بمنطقة «تاوريرت نتلاس»، بجماعة تليت، إقليم طاطا، عن التنازل عن المتابعة الذي سبق أن حررته لفائدة المتهم بالاعتداء الجنسي على ابنتها.
وكشفت (عائشة .أ)، والدة الضحية، في إشهاد موقع ومصحح الإمضاء موجه إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطاطا، أنها قررت «التراجع عن التنازل عن المتابعة الذي سبق أن وقعته لفائدة المتهم (عبد الله .أ)، تحت ضغوط عائلية آنذاك، وبسبب الأعراف المحلية (حشومة)». وأضافت الأم، في الإشهاد، «بعد رجوعي إلى المنزل أحسست بتأنيب الضمير، وحاصرتني الطفلة مريم بوابل من الأسئلة، عجزت عن الرد عليها، وكذلك ابني البكر عبد العزيز، وبناء على ما ذكر أقرر من جديد كأم، وولي قانوني عنها بعد أبيها الذي تعذر عليه مباشرة الإجراءات بسبب حالته الصحية، متابعة المتهم، الذي يمارس الجنس على ابنتي القاصر تحت طائلة العنف والتهديد، ونطالب باعتبارنا أسرتها بمتابعة المتهم بما نسب إليه واعتقاله».
كما قدم (عبد العزيز. ز)، الشقيق البكر للضحية، شكاية للنيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بطاطا من أجل متابعة المتهم الذي يمارس الجنس على الضحية عدة مرات تحت طائلة العنف والتهديد. وجاء في شكايته المصححة الإمضاء، بتاريخ 17 يونيو الجاري، أنهم اكتشفوا استغلال القاصر جنسيا من قبل المتهم، بعدما حكت لصديقتها الفعل الشنيع الذي قام به المدعى عليه في حق جسد الضحية. وطالب المدعي في شكاية بإخراج الملف من الحفظ، الذي سبق لمحكمة الاستئناف بأكادير أن قامت بتاريخ 2 يونيو الجاري بـ«حفظه لأسباب أخرى» كما جاء في وثيقة المحكمة. وطالبت الشكاية بإعادة فتح الدعوى العمومية ضد المتهم، نظرا لخطورة الفعل الشنيع الذي ارتكبه في حق القاصر مريم، ورد الاعتبار لها.
ووجهت أسرة الضحية ملتمسات الدعم والمؤازرة إلى كل من منتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان، والمرصد الوطني لحقوق الطفل، وجمعية نساء الجنوب، من أجل التدخل ودعم الطفلة نفسيا وحقوقيا، إلى حين متابعة المتهم بالمنسوب إليه واعتقاله.
وتعود تفاصيل الاعتداء الجنسي، حسب عزيز، شقيق الضحية مريم، إلى ما يزيد عن السنة، عندما كانت هذه الأخيرة تدرس بالمستوى الثاني ابتدائي، لكنه ظل مستمرا بين الفينة والأخرى إلى حدود شهر رمضان الأخير، حيث تفجر إلى العلن، إذ قامت الضحية بإخبار صديقتها بما يقع لها بشكل مستمر من قبل جارهم البالغ من العمر 47 سنة. وبعد علم شقيقها البكر بالأمر قام بنقلها على متن دراجة نارية، نحو المركز الصحي المتواجد بمركز ألوكوم، حيث تم عرضها على طبيبة المركز، والتي قامت، بعد فحصها، بإشعار الدرك الملكي بتعرض الطفلة لاعتداء جنسي، وعلى الفور حضر رجال مركز الدرك لفم زكيد بالمركز الصحي، حيث استمعوا للطفلة الضحية، والتي أعادت على مسامعهم تفاصيل الاعتداء الجنسي المتكرر عليها من قبل جارهم الكهربائي العازب.
وفي اليوم الموالي قام رجال الدرك الملكي بإنجاز محضر حول ادعاءات كل طرف، كما قاموا بعد ذلك بإحالة الطفلة ووالدتها على المستشفى الإقليمي لطاطا من أجل فحصها من قبل طبيب متخصص، وإحالتهم بعد ذلك على محكمة الاستئناف بأكادير، غير أن هذه الأخيرة قامت بحفظ الملف بعد تنازل الأم وشقيق الضحية عن المتابعة.