عاشت مدينتا العيون والمرسى عشية أول أمس الأحد، حالة استنفار قصوى بحثا عن شخص مصاب بفيروس كورونا كان قد فر من مصلحة العزل بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالمدينة.
وبحسب المصادر، فقد تم استنفار جميع الأجهزة الأمنية وعناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة، بحثا عن مصاب يبلغ حوالي 54 سنة من العمر، كان قد أدخل إلى مصلحة العزل بالمستشفى الجهوي بعدما تأكدت إصابته بالوباء، إذ جرى نقله من مدينة المرسى، التي تحولت إلى بؤرة للجائحة في الأيام الأخيرة، إلى المستشفى، غير أنه تحين الفرصة عشية يوم الأحد، وغادر مصلحة العزل، والمستشفى، دون أن ترمقه أعين الأمن الخاص أو رجال الأمن المرابطين بعين المكان. ولم يفطن أحد إلى هروب المصاب من المستشفى، إلا بعد دخول الطاقم الطبي من أجل تتبع حالة المصابين، حيث وجدوا أن المصاب قد غادر المكان خلسة.
وخلق هروب المصاب من المستشفى حالة ذعر بين الساكنة بعدما انتشر الخبر، خصوصا وأنه يخشى أن يخالط آخرين أو يتنقل عبر سيارات الأجرة لحظة الفرار، وهو ما يعني إمكانية نقل العدوى لأشخاص آخرين.
وما زاد من حالة الخوف أن تنتقل العدوى إلى أشخاص آخرين وسط مدينة العيون، التي تحاول السلطات أن تظل بعيدة عن العدوى، حيث يتم حاليا بذل جهود كبيرة من أجل محاصرة الوباء بمدينة المرسى فقط.
وقبل أيام قليلة فقط، أقدم مجموعة من المهاجرين السريين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، على الفرار من أحد مراكز الإيواء الذي تم وضعهم فيه بمركز جماعة الطاح القريب من العيون. وبحسب المعطيات، فإن حوالي 20 مهاجرا سريا أقدموا على الفرار فجرا من إحدى نوافد المركز بعد تهشيمها.
وقد تم إلقاء القبض على بعضهم بعدما تم إشعار السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي لمدينة طرفاية، إذ تم استخدام طائرة "درون" بحثا عن الفارين. واستنادا إلى المعطيات، فقد بدأت السلطات المحلية بعدد من المدن الجنوبية حملات تمشيطية واسعة بحثا عن مهاجرين سريين، ووضعهم رهن الحجر الصحي إلى حين التأكد من خلوهم من الوباء، خصوصا بعد تسجيل إصابة عدد كبير منهم بكل من طرفاية وطانطان في الأسبوع الأخير.
وبلغة الأرقام، فقد بلغت عدد الإصابات المؤكدة بإقليم العيون لوحده ما مجموعه 316 إصابة، منها 44 حالة إصابة مؤكدة جديدة. وقد سجلت جميع هذه الحالة المصابة بمدينة المرسى، حيث تحولت مجموعة من معامل تعليب وتصبير السمك إلى بؤر للوباء.