وجهت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة، شكايات إلى المصالح المختصة بالمدينة والمجلس الجماعي، للمطالبة بالتحقيق في الأشغال الخاصة باستبدال أعمدة الإنارة العمومية بأخرى في عدد من الشوارع بعاصمة البوغاز، والتي أبانت عن ارتباكها في مختلف المراحل، بسبب إسناد تنفيذها إلى مقاولات غير مؤهلة، بل لا تدري، حسب الرابطة، أدنى أبجديات العمل المهني المحترف، وخصوصا في الجانب المتعلق بجودة الأشغال، واحترام شروط السلامة من الأخطار، حيث تظل تشتغل بكيفية عشوائية تثير الشكوك، مما يكشف عن غياب مقاولات فعلية تستوفي المعايير التقنية، كما أن مجريات الأمور تبين أن معظم العمال المعتمدين يكونون مجرد مياومين.
وأضافت الشكايات أنه غالبا ما تكون أشغالها مضطربة، بحيث لا تستقر على حال، وتظل في النهاية ناقصة، مما يؤثر على بنية الشوارع والأرصفة ويتسبب في عرقلة حركة المرور وتساقط مستعملي الأرصفة جراء تعرضهم لحوادث السقوط والتعثر وسط الحفر، أو الاصطدام بالحواجز والمطبات الناتجة عن عدم التخلص من مخلفات الأشغال وإصلاح الأعطاب وإعادة الحالة إلى ما كانت عليه.
ومن ضمن النماذج التي ذكرتها الهيئة المدنية، ما يقع بشارع ولي العهد من أشغال أنجزت خلال فترة الحجر الصحي من طرف إحدى المقاولات، التي ركزت في عملها على نصب الأعمدة محل أخرى، دون الاهتمام بالكيفية ولا بالأجواء المحيطة بالفضاء المستهدف، حيث قامت بإحداث حفر عشوائية بطريقة بدائية، كما يتجلى في الصور من أجل تثبيت الأعمدة من غير القيام في نهاية المطاف بتغطية الحفر وإعادة حالة الرصيف إلى ما كانت عليه، مما يشكل خطرا داهما يهدد سبيل مستعملي الرصيف الضيق.
والمثال الآخر تجسده إحدى الجهات المكلفة بالبستنة، والتي عملت في إطار عملها الخاص برعاية الأشجار والنباتات على ملء الأحواض المحيطة بجذوع الأشجار الموجودة في شارع الحبيب بورقيبة بمخلفات الأشغال الممتلئة بالحجارة والأتربة الملوثة بالغبار وبمادة الإسمنت، بدلا من استعمال الأتربة الخاصة بالنباتات، مما يشكل خطرا على حياة تلك الأشجار التي تصاب بالأمراض المختلفة، هذا فضلا عما يشكله هذا العمل من استهتار بالمسؤولية واعتداء سافر على مقومات المرفق العام.
إلى ذلك، علمت "تيلي ماروك" أن السلطات المختصة شرعت في افتحاص شامل مع مراقبة دقيقة لكل الأشغال الجارية، للوقوف على ما جاء في مضمون هذه الشكايات، أم أن ظروفا كانت وراء ذلك بالتزامن مع حالة الطوارئ الصحية.