أظهرت استطلاعات للرأي أن ربع إلى ثلث الأمريكيين لا يخططون لتناول لقاح فيروس كورونا المستجد بعد إنتاجه، حسب ما أوردت تقارير إعلامية.
وقالت مونيكا شوتش-سبانا، عالمة الأنثروبولوجيا الثقافية وكبيرة الباحثين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: "لا يمكنك الحصول على لقاح ناجح سريريًا، دون أن يكون مقبول اجتماعيًا".
ويتحرك العلماء بسرعة غير مسبوقة لتطوير لقاح آمن وفعال ضد فيروس كورونا، بحسب سبانا التي أضافت: "لم يكن هناك ما يكفي الوقت للتفكير في أهمية فهم العوامل البشرية".
وأشار ليغ تان، الرئيس المشارك لـ National Adult and Influenza، إلى أن خصوم اللقاحات كانوا فعالين جدًا في ربط حركتهم المضادة للقاحات ببعض القضايا السياسية، احتجاجًا على عمليات الإغلاق ورفض ارتداء الأقنعة، كما أن تسمية برنامج اللقاح عملية "فائقة السرعة" "Warp Speed" تعطي الانطباع بأن السرعة أكثر أهمية من الأمان.
وقد أظهر ت إحدى الاستطلاعات أن المجتمعات الملونة التي تتأثر بشكل غير متناسب بالفيروس هي الأكثر ترددًا في الحصول على التطعيم، ووجدت الاستطلاعات أنه 25 -44 % من الأميركيين الأفارقة أكدوا أنهم لن يأخذوا اللقاح.
وأضافت سبانا أن ذلك يعود جزئياً إلى تجارب طبية غير أخلاقية على الأميركيين من أصل أفريقي في القرن العشرين، قائلة: "إرث من سوء التصرف وهذا يغذي عدم الثقة اليوم، بالإضافة إلى التمييز الذي يواجهونه في الوقت الحاضر من النظام الصحي".
ويحاول مسؤولو الصحة التغلب على انعدام الثقة من خلال التواصل مع المنظمات المحلية غير الربحية والكنائس والمجموعات المدنية وحتى صالونات تصفيف الشعر والحلاقين، للتأثير على الجمهور إيجابا بشأن اللقاح، وألمحت سبانا "هذه الأماكن هي المكان الذي يجمع فيه الناس المعلومات ويتبادلونها، ويتخذون القرارات الصحية".