اتهم مختصون، مجموعة سيبرانية روسية باختراق الأبحاث البريطانية المتعلقة بلقاح فيروس كورونا، وهي المجموعة نفسها التي تورّطت بسرقة ونشر معلومات أخذتها من حواسيب الحزب الديمقراطي قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016 التي أوصلت دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وقد سمّى المركز القومي للأمن السيبراني في المملكة المتحدة National Cyber Security Centre NCSC مجموعة APT29، المعروفة كذلك باسم "كوزي بير" Cozy Bears، باعتبارها الجهة المسؤولة عن استهداف المنظمات البريطانية والأميركية والكندية التي تعمل على إيجاد لقاح لمكافحة الجائحة.
ويقود علماء من جامعتيّ أكسفورد وإمبريال كوليدج في لندن في الوقت الحالي الأبحاث الرامية إلى إيجاد لقاح لكوفيد-19 ويقول المسؤولون الأمنيون إن المملكة المتحدة قد حُددت أخيراً باعتبارها هدفاً للهجمات التي تشنّها مجموعات مرتبطة بالكرملين.
ويقال إن كوزي بير، المرتبطة بجهاز الاستخبارات الروسي "أف أس بي" FSB والاستخبارات العسكرية "جي آر يو" GRU، قد طوّرت أنواعاً جديدة من حزم البرامج الخبيثة من أجل شن الهجمات، أطلق عليها مسؤولو الأمن الغربيون اسم "عملية الشبح" Operation Ghost. وقد شملت أهدافهم داخل الولايات المتحدة البنتاغون ووزارة الخارجية خلال حكم إدارة أوباما، والوزارات النرويجية والهولندية في عام 2017.
لكن المجموعة ركّزت نشاطاتها خلال الأشهر الماضية على الأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا، بحسب تعبير المسؤولين الأمنيين. وحذّر المركز القومي للأمن السيبراني NCSC، الذي يشكل جزءاً من مقر الاتصالات الحكومية البريطانية GCHQ، من التهديد المتواصل المتقدم الذي يقوم به قراصنة يشنون هجمات ذات صلة بفيروس كورونا داخل بريطانيا وخارجها.
وتم ربط المملكة المتحدة بموضوع قرصنة الرسائل الالكترونية للحزب الديمقراطي بعد صدور مزاعم بأنّ جوليان أسانج، الذي كان يحتمي حينها داخل السفارة الإكوادورية في لندن، عمل مع الروس من أجل نشرها علناً وهي خطوة ألحقت ضرراً بالغاً بحملة هيلاري كلينتون وساعدت حملة السيد ترمب. لكن السيد أسانج نفى هذه الاتهامات.
وذكرت تقارير إعلامية، أنه "لدى مجموعة APT29 تاريخ طويل من استهداف المنظمات الحكومية والدبلوماسية ومراكز الأبحاث ومؤسسات الرعاية الصحية ومؤسسات الطاقة، سعياً لتحصيل المكاسب الاستخباراتية، لذلك نحث الجميع على أخذ هذا التهديد على محمل الجدّ وتطبيق تدابير الحماية الموجودة ضمن النشرة الأمنية".
وفي المقابل، أصر الناطق باسم الحكومة الروسية دميتري بيسكوف على أنه "ليست لدينا معلومات عن الجهة التي قد تكون اخترقت شركات تصنيع الأدوية ومراكز الأبحاث في بريطانيا العظمى. ولا يسعنا إلا أن نقول شيئاً واحداً- لا علاقة لروسيا بهذه المحاولات على الإطلاق. ونحن لا نقبل هذه الاتهامات".