بعد سلسلة من التحقيقات التي تخللتها فترة اعتقال مدتها يومين في إطار تدابير الحراسة النظرية، أنهت خبرة طبية دقيقة السجال الذي رافق فضيحة اغتصاب طفل صغير في سن الرابعة من عمره من طرف جده السبعيني، الذي كان يشغل مهمة كولونيل بجهاز القوات المساعدة قبل تقاعده.
وأكدت مصادر جيدة الاطلاع، أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط قرر، مساء يوم الجمعة الماضي، إيداع الكولونيل المتقاعد سجن العرجات1، في انتظار إحالته على قاضي التحقيق من أجل تعميق الأبحاث معه حول التهمة المنسوبة إليه، وهي هتك عرض طفل بالعنف.
وكشفت مصادر «تيلي ماروك»، أن مصالح الدرك الملكي عرضت الكولونيل المتهم على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، صباح الجمعة الماضي، للمرة الثانية، حيث استمعت من جديد إلى رواية نجله الأكبر الذي تعرض ابنه للاغتصاب، مؤكدا تشبثه بالمتابعة القانونية في حق والده، الذي خان ثقة الأسرة وأقدم على اغتصاب الطفل الصغير، الذي كان يستعد للاحتفال بعيد ميلاده الرابع بعد أيام، في الوقت الذي تشبث الكولونيل بإنكار كل التهم الموجهة إليه من طرف ابنه وزوجته وكذا النيابة العامة، حيث بررها بتصفية حسابات عائلية وغير مستندة على حجج ووقائع واضحة، قبل أن يحسم قاضي النيابة العامة هذه المواجهة، بإيداع الكولونيل سجن العرجات، بناء على نتائج الخبرة الطبية التي خضع لها الطفل من طرف طبيب مختص.
وبالعودة إلى وقائع هذه الفضيحة التي هزت مدينة الصخيرات، فقد وضع شاب في الثلاثينات من عمره شكاية رسمية لدى مصالح الدرك الملكي بالصخيرات، يتهم فيها والده باغتصاب ابنه وممارسة الجنس عليه، معللا شكايته بتصريحات صادمة للطفل الضحية وتقرير طبي يثبت واقعة الاغتصاب. وبعد إخطار النيابة العامة، تم تكليف عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بالصخيرات بفتح تحقيق عاجل حول الاتهامات الخطيرة المتضمنة بالشكاية، حيث يتشبث المشتكي بتعرض ابنه الصغير ذي الأربع سنوات لعملية هتك عرض من طرف والده الكولونيل السابق الذي هو جده في الوقت نفسه، حيث أمرت النيابة العامة بناء على مجريات البحث التمهيدي الأولي وضعه رهن الحراسة النظرية، قبل أن تقرر إخلاء سبيله بعد عرضه عليها قبل أسبوع، داعية الفرقة المكلفة بالبحث إلى تعميق التحريات وإخضاع الطفل لخبرة طبية مضادة، حملت نتائجها بعد يومين أخبارا غير سارة للكولونيل المزداد سنة 1946، حيث أكدت فعله الجرمي تجاه حفيده المرتبط بعملية هتك العرض وممارسة الجنس عليه، في غفلة من والديه اللذين أصيبا بصدمة كبيرة، مما كون القناعة لدى قاضي النيابة العامة، الذي أمر على الفور بإحالة المتهم على قاضي التحقيق وإيداعه السجن، مساء اليوم نفسه.
وحسب معطيات حصلت عليها «تيلي ماروك»، فإن الخبر نزل كالصاعقة على عائلة الطفل وسكان الصخيرات، وكذا زملاء الكولونيل الذين اشتغلوا معه لسنوات بالعاصمة الرباط والعديد من المدن المغربية، التي مر منها كمسؤول كبير بجهاز القوات المساعدة، في الوقت الذي دفعت المأساة والد الطفل الضحية المكلوم إلى تأكيد المتابعة في حق والده الكولونيل السابق، وسط توقعات بإمكانية اكتشاف ضحايا آخرين من أقران الطفل الضحية، الذين كانوا يتوافدون على بيت الأسرة المعنية، وهو ما ستؤكده أو تنفيه التحقيقات التفصيلية التي سيخضع لها الكولونيل المتهم القابع بسجن العرجات من طرف قاضي التحقيق خلال الأيام القليلة المقبلة. كما أن مقربين من الكولونيل يتشبثون بأقواله نفسها بشأن وقائع هذه الفضيحة، معتبرين اياها تلفيقا وتصريفا لحسابات شخصية وعائلية بين الكولونيل وابنه، وهو ما استبعدته مصادر أخرى في ظل الخبرة الطبية المنجزة على الطفل، والتي أكدت تعرضه لعملية هتك العرض.