اعترف نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بأن قوة العدالة والتنمية في ضعف بقية الأحزاب السياسية، وليس ناتجا عن حكمة أو امتداد جماهيري وشعبي لهذا الحزب، يمنحه القوة التنظيمية والانتخابية، وبذلك يكون بنعبد الله قد كشف جزءا من حقيقة المشهد السياسي والحزبي المغربي الذي يعاني من الوهن والضعف ويحتاج دائما إلى جرعات "السيرو" لإنعاشه.
بنعبد الله قال في لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، إذا فاز حزب العدالة والتنمية، باقتراع شفاف فلا مسؤولية لنا في فوزه، لكن احتمال فوزه بصيغته الحالية سيكون بحكم ضعف ما تبقى من الأحزاب، وبحكم الطابع غير المقبول للساحة السياسية وليس ناتجا عن حكمته وقوته، وبذلك يكون "شهد شاهد من أهلها" حول واقع المشهد السياسي والحزبي الدي يمر بأزمة حقيقية، سواء داخل مكونات التحالف الحكومي أو داخل المعارضة، وأصبحت جل الأحزاب غائبة عن الساحة منذ الانتخابات التشريعية التي أفرزت حكومة مكونة من تحالف هجين يتكون من ستة أحزاب سياسية بقيادة حزب العدالة والتنمية، الذي يستغل هذا الغياب لفرض وجوده عبر أذرعه الجمعوية والدعوية.
ففي الوقت الذي اعتاد فيه المغاربة أن تمارس الأحزاب السياسية دورها الدستوري في تأطير المواطنين والدفاع عن مصالحهم من داخل المؤسسة التشريعية، بغرفتيها الأولى أو الثانية، أصبحت هذه الأحزاب شبه غائبة عن الساحة.
هذا الغياب يستغله حزب العدالة والتنمية لصالحه، رغم "السخط" الشعبي" على القرارات التي يمررها من موقع قيادته للحكومة، لأن هذا الحزب يتقن لعبة ازدواجية الخطاب واللعب على الحبلين، كما يقول المثل الشعبي "يأكل مع الذيب ويبكي مع السارح".