هذه كواليس السباق العالمي نحو لقاح كورونا - تيلي ماروك

السباق العالمي - لقاح كورونا هذه كواليس السباق العالمي نحو لقاح كورونا

هذه كواليس السباق العالمي نحو لقاح كورونا
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 06/08/2020

في الوقت الذي قضى الوباء على ما يقارب 650 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، يبدو أن اللقاح هو الحل الوحيد للقضاء على الفيروس، الأمر الذي أعطى إشارة انطلاق لسباق منقطع النظير لشركات الأدوية حول العالم.

وانخرطت القوى العظمى في سباق محموم من أجل التوصل إلى لقاح ضد «كوفيد- 19». لقد صارت منافسة عالمية ذات مصالح مالية هائلة، لكن ألا تخاطر بعض الحكومات بالوعود التي قطعتها بإشباع الآمال المحطمة؟

عدد المرشحين للتوصل إلى اللقاح

في آخر خروج إعلامي لها بتاريخ 24 يوليوز الماضي، قامت منظمة الصحة العالمية بإحصاء 25 «مرشحا للتوصل إلى لقاح»، تم تقييمهم في التجارب السريرية على البشر حول العالم، (مقابل 11 في منتصف يونيو المنصرم). بالإضافة إلى التجارب التي بدأت بالفعل، أحصت منظمة الصحة العالمية 139 مشروعا للقاحات المرشحة في مرحلة التطوير قبل السريري.

والأخبار الجيدة أنه «كلما ارتفع عدد اللقاحات المرشحة، بل وكلما زادت أنواع اللقاحات المرشحة، ارتفع احتمال التوصل لشيء ما»، كما يوضح دانيال فلوريت، نائب رئيس اللجنة الفنية للتطعيمات التابعة للهيئة العليا للصحة.

ولا تزال معظم هذه التجارب في «المرحلة الأولى» (التي تهدف قبل كل شيء إلى تقييم سلامة المنتج)، أو في المرحلة التالية، «المرحلة الثانية» (التي يتم فيها استكشاف الفعالية).

أربعة مرشحين فقط للتوصل إلى لقاح ضد كورونا وصلوا إلى المرحلة الأكثر تقدما من «المرحلة الثالثة»، حيث تقاس الفعالية على نطاق واسع. وآخرهم شركة «موديرنا» الأمريكية التي بدأت، يوم الاثنين، هذه المرحلة النهائية، حيث سيتم اختبار اللقاح على 30.000 متطوع.

ودخل مشروعان صينيان المرحلة الثالثة منذ منتصف يوليوز الماضي: مختبر «سينوفارم» الذي تم اختباره في الإمارات العربية المتحدة بهدف 15000 متطوع، ومختبر «سينوفاك»، الذي تم اختباره على 9000 متخصص في الرعاية الصحية في البرازيل، بشراكة مع المعهد البرازيلي للأبحاث بوتانتان.

والمشروع الرابع الذي دخل المرحلة الثالثة هو المشروع الأوربي، بقيادة جامعة أكسفورد، بالتعاون مع شركة «أسترازينيكا»، ويتم اختبار اللقاح في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا.

تقنيات وتجارب

هناك مقاربات مختلفة، إما بناء على فئات اللقاحات المثبتة أو على التقنيات التجريبية. وتعمل بعض الفرق على الأنواع التقليدية من اللقاحات التي تستخدم فيروسا «مقتولا»: وهي اللقاحات «المعطلة» (مثل لقاحات «سينوفاك» و«سينوفارم»)، هناك أيضا ما يسمى لقاحات «الوحدة الفرعية»، استنادا إلى البروتينات (مولدات المضادات) التي تؤدي إلى استجابة مناعية، بدون فيروسات.

اللقاحات الأخرى المعروفة باسم لقاحات «ناقل فيروسي»، هي الأكثر ابتكارا: يتم استخدام فيروس آخر كحامل يتم تحويله وتكييفه لمحاربة فيروس كورونا، إنها التقنية التي اعتمدتها جامعة أوكسفورد، والتي تستخدم فيروس غداني (عائلة من الفيروسات الشائعة جدا) للشمبانزي.

وأخيرا، تعتمد المشاريع المبتكرة الأخرى على لقاحات«ADN»  أو ARN» »، وهي منتجات تجريبية تستخدم قطعا من المواد الجينية المعدلة، وهي التقنية التي يعتمدها مختبر «موديرنا».

نتائج الاختبارات

نشرت النتائج الأولية لمرشحي التوصل إلى اللقاح، وهما لجامعة أكسفورد (لمرحلتيها الأولى والثانية) ونتائج شركة صينية «كانسينو» (لمرحلتها الثانية)، في 20 يونيو الماضي بالمجلة الطبية «ذا لانسيت». وتعتبر هذه النتائج مشجعة، وقد أبانت عن أن اللقاحين يثيران «استجابة مناعية قوية»، مما يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة والخلايا اللمفاوية التائية.

بالإضافة إلى ذلك، تتحملهما أجسام المرضى جيدا، حيث لم يتم تسجيل أي آثار جانبية خطيرة، وتشمل أكثر الآثار الجانبية شيوعا الصداع، الحمى، التعب والألم في موقع الحقن.

ومع ذلك، فمن السابق لأوانه جدا استخلاص أي استنتاجات. وعلق جوناثان بول، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية في جامعة نوتنغهام (المملكة المتحدة)، التي لم تشارك في هذا البحث: «يبقى من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت هذه المستويات من المناعة يمكن أن تحمي من العدوى [...]، وما إذا كان هذا اللقاح يمكن أن يحمي الفئات الهشة من الأشكال الوخيمة لعدوى «كوفيد- 19»...».

بالإضافة إلى ذلك، تشير دراسة بريطانية صدرت في منتصف يونيو المنصرم إلى أن المناعة المبنية على الأجسام المضادة يمكن أن تختفي في غضون بضعة أشهر فقط في حالة «كوفيد- 19»، مما قد يعقد تطوير لقاح فعال على المدى الطويل.

اتهامات بالتجسس

في جميع أنحاء العالم، تم تسريع الإجراءات بطرق غير مسبوقة. وينطبق ذلك بشكل خاص على الصين، الدولة التي شهدت ظهور فيروس «سارس- كوف- 2»، وتود أن تكون أول من يتوصل إلى لقاح.

وشرعت الدول والمؤسسات الكبرى في ضخ الأموال الدولية، مما يتيح للشركات بدء العملية الصناعية لتصنيع لقاحها في الوقت نفسه التي تعمل فيه على تطويره، والتي عادة ما تكون على مرحلتين منفصلتين.

من جانبها، على خلاف أوربا فإن الولايات المتحدة تسير وحدها، حيث أنشأت إدارة ترامب عملية «وارب سبيد (فائقة السرعة)»، ​​لتسريع تطوير لقاح مخصص بشكل أساسي لـ300 مليون أمريكي. لهذا، تراهن حكومة الولايات المتحدة على عدة خيول في الوقت ذاته، واستثمرت مليارات الدولارات في برامج مختلفة.

يعرف هذا السباق المحموم ظهور رواية التجسس، فقد اتهمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا أجهزة المخابرات الروسية بالوقوف وراء هجمات قراصنة الحاسوب «الهاكرز»، لسرقة بحوث حول لقاح. وفي الولايات المتحدة، تم توجيه الاتهام إلى صينيين على أسس مماثلة. وتجاهلت كل من موسكو وبكين هذه الاتهامات.

سريع جدا

حذرت وكالة الأدوية الأوربية من أنه «من أجل الترخيص للقاح ضد «كوفيد- 19»، يجب أن تقدم التجارب السريرية مستوى عاليا من الأدلة على سلامته وفعاليته وجودته».

ويؤكد دانييل فلوريت أن السير بسرعة كبيرة في التجارب السريرية «يمكن أن يشكل مشكلة» في ما يتعلق بالسلامة. ووفقا له، «إن إحدى النقاط الرئيسية تتمثل في تقديم دليل على أنه من غير المحتمل أن يتسبب اللقاح في تفاقم المرض»، وهذا يعني أنه يجعله أكثر خطورة في أولئك الذين تم تطعيمهم، عكس الهدف المنشود.

حدث ذلك لدى القرود «أثناء محاولات تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا، المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وسارس»، وهما فيروسان تاجيان آخران. عند البشر، سجلت ملاحظة ظاهرة تفاقم المرض أيضا في الستينيات، مع بعض اللقاحات ضد الحصبة والتي تم سحبها، وضد التهاب القصيبات الطفلي الذي تم التخلي عنه، يقول الخبير.

لقاح للخريف.. أو أبدا

ترى وكالة الأدوية الأوربية أن الأمر قد يستغرق على الأقل حتى أوائل سنة 2021، كي يكون اللقاح ضد «كوفيد- 19» جاهزا للموافقة عليه ومتوفرا بكمية كافية [للاستخدام العالمي].

لكن يؤكد الأكثر تفاؤلا، بدءا من شركات أدوية معينة، أنه من الممكن التوفر على اللقاح اعتبارا من الخريف المقبل. «لست متأكدا من أنه من الواقعي جدا الجزم بأنه سيكون لدينا لقاح في الخريف، يجب علينا تخفيف هذا الحماس»، يعتبر الأستاذ فلوريت الذي «يتوقع الأفضل في الربع الأول من سنة 2021».

«إذا توصلنا إلى لقاح في ذلك الوقت، ستكون بالفعل معجزة»، في حين أن الأمر يستغرق عادة عدة سنوات. وفي أسوأ السيناريوهات، قد لا نتمكن أبدا من تطوير لقاح.

التوجس من اللقاحات

حتى إذا نجح البحث عاجلا أم آجلا، سيبقى سؤال واحد نهائي وكبير هل يوافق الناس على التطعيم، في سياق تزايد التوجس من التطعيم؟

«كما يتضح من خلال تفشي مرض الحصبة المتكرر، لم نكن موفقين في معالجة مخاوف الناس بشأن اللقاحات. وإذا لم نتعلم من هذه الأخطاء، فإن أي برنامج للتطعيم ضد الفيروسات التاجية مصيره الفشل، تحذر فيبيدانزيجر، طبيبة الأطفال الأمريكية، في عمودها الجديد الذي نشرته أخيرا صحيفة «نيويورك تايمز».

ويقول خبراء أمريكيون من جامعة جونز هوبكنز وجامعة ولاية تكساس في تقرير نشر في مطلع يوليوز الماضي: «إن تطوير اللقاحات ليس سوى جزء من الحل، هناك حاجة أيضا إلى قبول واسع لهذه اللقاحات».

عن "فرانس 24"


إقرأ أيضا