كشفت التيجانية فرتات، المديرة السابقة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، والتي تم نقلها من أجل تلقي العلاج بمستشفى مرضى كوفيد 19، الذي جرى إحداثه بفضاء الثكنة العسكرية، التي تقع بمدخل مدينة سيدي يحيى الغرب، إثر إصابتها بفيروس كوفيد 19، (كشفت)، من خلال تدوينة صادمة نشرتها عبر صفحتها بالفيسبوك، وتم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن الوضعية المزرية التي يعيشها مرضى فيروس كورونا المستجد بمستشفى سيدي يحيى الغرب.
وكتبت فرتات أنه منذ توصلها بنتائج التحليلات المخبرية، ليلة الثلاثاء الماضي، تلقت بعدها مكالمات هاتفية متواصلة، من عدة مسؤولين بقطاع وزارتي الداخلية والصحة، حيث قامت بإفادتهم بكافة المعطيات، والإجابة عن جميع الأسئلة، قبل أن يتم نقلها إلى مركز سيدي يحيى الغرب، المخصص لـمرضى كوفيد 19، ووضعها بما وصفته بسرادق شاسع عند مدخل المستشفى الميداني، حيث أكدت أن عددا من المصابين أخبروا مسؤولا هناك بكونهم لا يتلقون أي علاج، وأنهم يأكلون وينامون، دون أن يتوصلوا بأي أدوية خاصة بمرض فيروس كورونا المستجد.
وأضافت المديرة السابقة لأكاديمية التربية والتكوين بجهة الرباط، أنها اضطرت إلى المرور بعدة صالات، للوصول إلى قسم النساء، والاستقرار في عنبر فردي، قبل أن تتأكد، بدورها، أن المرضى لا يتلقون أي علاج ، ولا وجود لأي متابعة طبية، مثل مراقبة درجة الحرارة أو ضغط الدم، باستثناء إجراء تخطيط القلب الذي يخضع له كافة المرضى، بعد يومين من وصولهم للمستشفى الميداني، مثلما اشتكت المسؤولة التربوية من الإضاءة القوية وسط السرادق الضخم، الذي يجري تجميع المرضى بداخله، والذي لا يفصل الرجال عن النساء إلا بممرات، حيث يعبر الرجال القسم المخصص للنساء، من أجل الذهاب إلى دورات المياه أو الحمامات، حيث وصفت الوضع «بالجحيم»، في وقت ما يزال عدد من المرضى ينتظرون توصلهم بالأدوية لأزيد من خمسة أيام.
يشار إلى أن المصابين بفيروس كوفيد 19، الوافدين على المستشفى الميداني العسكري، الذي جرى في وقت سابق إحداثه قبالة مطرح للنفايات المنزلية، على مستوى مدخل مدينة سيدي يحيى الغرب، والذي تصل طاقته الاستيعابية لنحو 700 سرير، قد تم استثناؤهم من تفعيل بروتوكول العلاج الجديد، الخاص بمرضى كورونا، والذي تم تطبيقه على كافة المستشفيات المخصصة لعلاج مرضى كوفيد، حيث ينص البروتوكول المذكور على ضرورة علاج المصابين في بيوتهم، كإجراء بديل مخصص فقط للحالات من دون أعراض، التي تستجيب لمعايير طبية محددة ولشروط العزل الصحي.
وأكد المصدر ذاته أن المستشفى الميداني العسكري لمدينة سيدي يحيى الغرب ظل يستقبل دفعات متتالية من المصابين، حيث يرقد به أزيد من 350 مريضا، بينهم قرابة 30 عسكريا، حالتهم الصحية مستقرة، وبعضهم لا تظهر عليهم أعراض المرض، قادمين من مدن طنجة وتطوان وتمارة وسيدي سليمان وسيدي قاسم والنواحي، والذين يستمر بقاؤهم بالمستشفى لتسعة أيام كأقل مدة علاج، في حين يتم توجيه الحالات التي يتم وصفها بالحرجة نحو مستشفيات القنيطرة وسلا والرباط، على الرغم من تخصيص طابق ببناية المدرسة العسكرية لعلاج الحالات التي يتم تشخيصها كحالات حرجة، بعدما تم التراجع قبل أسبوعين عن قرار إغلاق المستشفى الميداني المذكور، مباشرة بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بمدينة طنجة.
وفي الوقت الذي كان ينتظر عدد من مرضى فيروس كورونا المستجد إقدام المسؤولين على تفعيل مقتضيات البروتوكول العلاجي الجديد، الذي تضمنته المذكرة الصادرة عن وزير الصحة خالد آيت الطالب، والسماح للمرضى بالذهاب لمنازلهم من أجل تلقي العلاجات، فإن المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بسيدي سليمان، الذي جرى تكليفه من قبل والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، بمهمة الإشراف الميداني على تدبير أمور المستشفى العسكري، بات متهما بالتردد في تفعيل مقتضيات البروتوكول العلاجي، حيث ينتظر قرارا في الموضوع من قبل المسؤولين بوزارة الصحة، في الوقت الذي يشتكي عدد من نزلاء المستشفى الميداني من الظروف الصحية التي وصفوها بالمزرية داخل المستشفى، حيث لازالت مرافق المدرسة العسكرية المعنية تخضع لعدد من أشغال البناء.