علمت "تيلي ماروك"، من مصادر مطلعة، أن عامل الصويرة عادل المالكي أصدر، قبل يومين، قرارات اتسمت بطابع الاستعجال والصرامة تهم بعض المطاعم والمقاهي والوحدات الفندقية بعد تنامي حالات الإصابة بالإقليم التي تجاوزت سقف المائة بتسع وعشرين حالة وفق آخر تحديث أعلنت عنه السلطات الصحية بالإقليم، مساء أول أمس الاثنين.
وأكدت مصادر "تيلي ماروك" أن حالة الاستقرار التي طبعت الوضعية الوبائية بالإقليم على مدى ثلاثة أشهر تقريبا، والتي جعلتها من أهم القبلات السياحية بالجنوب بعد أكادير والداخلة، تحولت إلى معركة مع الفيروس مجددا مباشرة بعد رفع قيود الحجر الصحي وتوافد العشرات من الزوار والسياح المغاربة على المدينة، حيث بدأت تظهر بعض حالات الإصابة، قبل أن تنفجر الأرقام وتبلغ في الآونة الأخيرة تزامنا مع فصل الصيف وعيد الأضحى حوالي 129 حالة إصابة مؤكدة 30 حالة منها سجلت في يومين فقط بوحدة فندقية مصنفة لتنضاف إلى عشر حالات أخرى ظهرت في وقت سابق بوحدتين فندقيتين مصنفتين وسط المدينة، فيما توزعت باقي الحالات على مخالطين وافدين من المدن الموبوءة خلال فترة العيد، فضلا عن إصابة دركيين يشتغلان بسرية الصويرة والمركز الترابي للدرك الملكي بتمنار، إضافة إلى إصابة ثلاثة موظفين بمقر عمالة الصويرة بينهم السائق الخاص لعامل الإقليم وعنصر من القوات المساعدة، وقد استنفرت هذه الاصابات كل السلطات الترابية والأمنية والصحية بالإقليم، حيث تم حصر مخالطي الحالات المصابة، الذين يقدرون بالمئات من أجل إخضاعهم للتحاليل المخبرية.
وذكرت مصادر "تيلي ماروك" أن عامل الإقليم سارع بداية الأسبوع إلى إغلاق إحدى أهم المؤسسات السياحية بالإقليم، بعد أن تحولت إلى بؤرة للوباء حيث سجلت حوالي 30 اصابة وسط مسؤولي ومستخدمي و ضيوف الفندق، كما قررت لجنة تفتيش إقليمية الإغلاق المؤقت لخمسة مطاعم ومقاه وفنادق صغيرة بسبب إخلالها بالتوجيهات والاحترازات الصحية المنصوص عليها ضمن البروتوكول الصحي، قبل أن تتدخل جمعيات مهنية لإعادة فتحها من جديد وفق تحذيرات خاصة.
وأفادت مصادر "تيلي ماروك" بأن عمالة الصويرة شهدت أول أمس الاثنين اجتماعا طارئا ترأسه عامل الإقليم وحضرته كل السلطات الترابية والأمنية من أجل وضع الترتيبات اللازمة لتطويق البؤر الوبائية ومحاصرة امتدادها وسط المناطق القروية حيث سجلت اصابات كثيرة وثلاث وفيات، وحسب مصادر القناة فإن التخوف المشترك لدى كل فعاليات الإقليم هو تواجد هذا الإقليم على خط التماس مع مدينة مراكش التي تشهد إصابات قياسية استنفرت كل أجهزة الدولة الأمنية والصحية، مما يفرض مضاعفة الحذر من تسلل حالات مصابة إلى تراب الإقليم، كما يظل هاجس هشاشة البنيات الصحية بالإقليم مؤرقا لسلطات وساكنة المدينة، فرغم المجهودات التي تبذلها المندوبية والأطقم الطبية والتمريضية، فإن نقص التجهيزات والمختبرات والكوادر الطبية المختصة في الانعاش والتخدير وغيرها يهدد بانهيار المنظومة الصحية أمام التزايد اليومي لحالات الإصابة التي ناهزت لحد الساعة 129 حالة، 78 منها نشطة تتطلب تدخلات صحية خاصة.