بالتزامن مع انطلاق محاكمة مشاركين مفترضين في الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مجلة "شارلي إيبدو" قبل أكثر من خمس سنوات وأوقع 12 قتيلاً من هيئة تحريرها، تعاود المجلة الفرنسية نشر رسوم تسخر من النبي محمد (ص)، والتي أثارت ضجة في العالم الإسلامي.
وكتب رئيس تحرير المجلة لوران سوريسو في مقال مصاحب للرسوم التي ستنشر على غلاف المجلة اليوم "لن ننحني أبدا. لن نستسلم".
ومن بين الرسوم التي كانت صحيفة دنماركية نشرت معظمها عام 2005 ثم عاودت شارلي إيبدو نشرها بعد ذلك بعام، رسم يصور النبي محمد معتمراً عمامة على شكل قنبلة يتدلى منها فتيل الإشعال.
وقُتل 12 من بينهم بعض أشهر رسامي شارلي إيبدو عندما اقتحم سعيد وشريف كواشي مقر المجلة في باريس وأمطرا المبنى برصاص بنادقهما الآلية. وفي مواجهات متفرقة، قتلت الشرطة الشقيقين شريف وسعيد ومسلحاً ثالثاً قتل خمسة أشخاص في الساعات الثماني والأربعين التي تلت الهجوم على شارلي إيبدو.
وعقب نشر الرسوم المسيئة قبل 5 سنوات، استنكرت دول ومنظمات وشخصيات من بلدان عربية وإسلامية ما فعلته المجلة الفرنسية، معتبرة أن ذلك قد يخلق موجة من الإرهاب.
وسينظر البعض إلى قرار إعادة نشر الرسوم باعتباره بادرة تحد دفاعاً عن حرية التعبير. لكن آخرين قد يعتبرونه استفزازاً جديدا من المجلة التي أثارت لوقت طويل الجدل بهجومها الساخر على الدين.
وفي عام 2007، رفضت محكمة فرنسية ما ذهبت إليه جماعات إسلامية من أن نشر الرسوم حرض على كراهية المسلمين.
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إنه ليس في موقع يمكنه من إصدار حكم على قرار مجلة "شارلي إيبدو" إعادة نشر رسم يسخر من النبي الكريم، مضيفا أن فرنسا تتمتع بحرية التعبير، لكن ماكرون قال خلال زيارة للبنان إنه يتعين على المواطنين الفرنسيين إظهار الكياسة والاحترام لبعضهم بعضا وتجنب "حوار الكراهية".