علمت «تيلي ماروك»، من مصادر جد مطلعة، أن محاولة تسميم مهاجرة مغربية تحمل الجنسية السويسرية بضواحي الصويرة استنفرت كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وكذا السلطات الترابية والقضائية بالإقليم، حيث أسفرت التحريات الأولى عن اعتقال ثلاثة أشخاص (خادمتها الستينية وموظفان بالجماعة القروية أيت سعيد)، فيما وجهت النيابة العامة استدعاء لموظف بالعمالة ورئيس الجماعة المذكورة من أجل المثول أمام عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي ثلاثاء الحنشان من أجل إخضاعهما للتحقيق حول نفس الجريمة.
تفاصيل حصرية حصلت عليها «تيلي ماروك» تفيد بأن المواطنة المغربية التي تقطن منذ مدة طويلة بسويسرا وتحمل جنسيتها، عانت مؤخرا من أزمة صحية حادة متشابهة في أعراضها وتداعياتها الصحية هي وزوجها، قبل أن يفك أطباء إحدى المصحات الخاصة لغز هذا المرض المفاجئ، حيث اكتشفوا أن الأمر مرتبط باستهلاك مادة سامة، ما طرح فرضية محاولة تسميم المواطنة المغربية السويسرية وزوجها، وهو المدخل الذي اشتغلت عليه عناصر المركز القضائي بالحنشان تحت إشراف القائد الجهوي الكولونيل فارس الملتحق مؤخرا بهوية الصويرة، حيث كشفت التحريات عن معطيات بالغة الخطورة تهدد بسقوط رؤوس كثيرة ووازنة بالمنطقة بتهمة محاولة القتل العمد من خلال تسميم مواطنة.
وبتنسيق مع عناصر الدرك والنيابة العامة، تم استغلال كاميرات من أجل رصد تحركات الخادمة باعتبارها المشتبه به الأول، حيث تبين أنها كانت تتواصل مع مجهولين عبر الهاتف وتتقاسم معهم مستجدات وضعية التسميم التي قامت بتنفيذها في حق مشغلتها، وهو ما أكدته أمام الضابطة القضائية بعد استنطاقها بأمر من النيابة العامة، حيث أكدت أنها كانت تشتغل لصالح أشخاص حددت للمحققين هوياتهم الكاملة، حيث جرى توقيفهم ووضعهم رهن الحراسة النظرية لصالح البحث الذي يشرف عليه الوكيل العام للملك.
مصادر «تيلي ماروك» أكدت أن التحريات أطاحت بشقيقين مقربين من مسؤول كبير بالمجلس الإقليمي للصويرة وينتميان لإحدى الشبيبات اليسارية بالمنطقة، ويرجح أن الهوس الانتخابي السابق لأوانه دفعهما بإيعاز من مسؤول جماعي وموظف بالعمالة، هما قيد البحث حاليا، إلى تسميم السيدة التي ذاع صيتها بالمنطقة بعد أن ارتبط اسمها بأفعال الخير ومساعدة النساء والسهر على تطبيبهن ومساعدتهن في المعيش اليومي في ظل الفقر المدقع الذي تشهده المنطقة خاصة مع أزمة كورونا، وهي المبادرات التي قرأها المتهمون الموقوفون حملة انتخابية سابقة لأوانها تحمل في طياتها كل شروط النجاح بالنظر للتعاطف المجتمعي الكبير الذي تحظى به المواطنة المغربية السويسرية بالمنطقة، مما دفعهم للتفكير في التخلص منها عبر تسميمها من خلال توظيف خادمتها الستينية التي فجرت تفاصيل المحاولة وصيغ أجرأتها بإيعاز من موظفين بجماعة أيت سعيد اللذين يشغلان مهام حزبية في إحدى الشبيبات اليسارية وربما تمتد التهمة ذاتها إلى موظف معروف بالعمالة ورئيس الجماعة بعد استدعائهما للتحقيق، صباح أول أمس السبت.
وارتباطا بهذه القضية علمت «تيلي ماروك» أن عامل الصويرة والوكيل العام للملك لدى استئنافية آسفي والقائد الجهوي للدرك بالصويرة يتابعون هذا الملف بشكل كبير، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية الجارية، ويسود تخوف كبير وسط كل فعاليات الإقليم أن تؤكد التحريات فرضية محاولة القتل العمد من خلال إقدام المشتبه فيهم على تسميم سيدة وقتلها عقابا لها على تحركاتها وتواصلها مع المواطنين ومساعدتها للفقراء، ولم تستبعد مصادر الجريدة بالنظر لتطورات التحقيقات الجارية بعد جملة الاعتقالات واستدعاء رئيس الجماعة وموظف بالعمالة أن ينتهي بهم «السعار الانتخابي» إلى تورطهم في تهمة محاولة القتل العمد.