أكدت مصادر جيدة الاطلاع لـ«تيلي ماروك» أن مصالح الدرك الملكي بسرية ابن سليمان وضعت، أول أمس الاثنين، عنصرين من القوات المساعدة رهن الحراسة النظرية بتهمة تكوين عصابة إجرامية من أجل النصب والاحتيال وانتحال صفة ينظمها القانون، وينتظر أن يحالا، على أنظار الوكيل العام لدى استئنافية سطات من أجل متابعتهما بالتهم الخطيرة المنسوبة إليهما.
مصادر «تيلي ماروك» أكدت أن تحريات أمنية طبعتها السرية والكتمان أنجزتها عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بابن سليمان، بناء على معلومات تفيد بأن دركيين يستهدفان تجار مخدرات بعمليات ابتزاز يومية مقابل التغاضي عن أنشطتهم الإجرامية وعدم إيقافهم بسبب مذكرات البحث التي تلاحقهم، مكنت من اكتشاف فضيحة من العيار الثقيل تتعلق بانتحال شخصين ينتميان لجهاز القوات المساعدة ويشتغلان بإحدى الوحدات الإدارية بالمحمدية لصفة دركي واستغلالها في ترويع بارونات وتجار مخدرات ومجرمين بهدف ابتزازهم ماديا.
التحريات ذاتها كشفت أن «المخزنيين» اللذين تم إيقافهما من طرف أجهزة الدرك في وضعية تلبس بابتزاز تاجر مخدرات مبحوث عنه، انتحلا صفة دركيين بحرفية كبيرة من خلال استعمال مسدس بلاستيكي وأصفاد مزورة وجهاز لاسلكي يعود لشركات الأمن الخاص، حيث يباشران عمليات النصب والابتزاز فور انتهاء فترة المداومة بالإدارة الترابية التي يشتغلان بها بمدينة المحمدية. وكشفت التحقيقات الأولية أنهما كانا على دراية كبيرة بأسماء تجار المخدرات المبحوث عنهم من طرف الأجهزة الأمنية بالمحمدية وابن سليمان وبوزنيقة وكذا تحركاتهم بهذه المناطق من أجل ترويج كميات المخدرات، حيث يداهمان هذه المواقع باعتبارهما عناصر دركية تتحرك بزي مدني مسلحة بكل المعدات وتتوفر على ترخيصات قانونية من النيابة العامة من أجل إيقاف بارونات المخدرات، قبل أن يمتثل هؤلاء لكل طلبات الدركيين المزورين الشابين مقابل تحريرهم من مذكرات البحث والاعتقال والمتابعة.
وأكدت ذات المصادر أن مصالح الدرك الملكي، وبتنسيق مع إدارة القوات المساعدة، حصلت على كل المعطيات المتعلقة بالمتهمين، حيث تبين أنهما حديثا العهد بالعمل ضمن جهاز القوات المساعدة، واستغلا صغر سنهما وبنيتهما الجسمانية الرياضية، من أجل تمويه المجرمين وتجار المخدرات والأقراص المهلوسة والسكارى والعشاق الذين يصطفون ليلا بمحاذاة الشواطئ الممتدة بين الصخيرات والمحمدية من أجل ابتزازهم ماديا مقابل الإفراج عنهم وعدم اقتيادهم إلى مقر الدرك. وكشف بعض الضحايا للمحققين أن المتهمين كانا يتقنان أدوارهما كدركيين باحترافية كبيرة من خلال توظيف أجهزة الاتصال اللاسلكية وحمل المسدسات والأصفاد المزورة، وكذا استعمال مصطلحات ورموز أمنية خاصة، تبدد كل الشكوك التي يمكن أن تحبط خططهما الرامية إلى ترويع الضحايا ودفعهم لتنفيذ طلباتهم دون تردد.
ووفق معطيات حصلت عليها «تيلي ماروك»، فإن عناصر الدرك الملكي المكلفة بالبحث بتنسيق مع المصالح المركزية بالقيادة العليا بالرباط، وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، تجري تحريات دقيقة من أجل حصر ضحايا الدركيين المزورين، انطلاقا من استدعاء أصحاب بطاقات تعريفية وبنكية عثر عليها بمنزل كان يكتريه المتهمان بمدينة ابن سليمان، وينتظر أن تفجر التحريات المنجزة معطيات مثيرة مرتبطة ببعض العمليات الإجرامية التي نفذها «المخزنيان» المنتحلان لصفة الدرك.