قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون إن الأطباء الذين أشرفوا على علاجه، خلال إصابته بفيروس كورونا المستجد، كانوا يستعدون لإعلان وفاته بعدما نقل إلى العناية الفائقة، وأشار إلى أن الوباء لا يفرق بين مواطن عادي ومسؤول. وأضاف أن التعامل لا يختلف حسب نوعية المريض فالجميع كان في مواجهة الموت مثل سيناريو فيلم «موت ستالين».
قصة بوريس لا تختلف عن قصص كثير من العائدين من غرف العناية المركزة، كلهم كانوا يتساءلون: «متى سأغادر؟ كيف سأواجه العالم؟ كيف سأعيش بقية حياتي؟ ما الذي يجب فعله إذا ساءت الأمور».
حين عاد جونسون إلى داوننغ ستريت، مقر رئاسة الوزراء البريطانية، بعد فترة نقاهة استمرت أسابيع للتعافي من الفيروس، قال لمستشاريه بنبرة ساخرة إن الوباء الجديد لا يعترف بالمناصب «خذوا حذركم لا تكشفوا له عن هويتكم سيفتك بكم».
يستمر فيروس كورونا في الانتشار في مختلف أنحاء العالم مع ارتفاع حصيلة الوفيات يوما بعد يوما. الفيروس القاتل وصل أيضا إلى صفوف العديد من المسؤولين السياسيين، وعندما يتعلق الأمر بهذه الفئة، فإن التدابير تتجاوز حدود ارتداء قناع من طرف أشخاص اعتادوا على ارتداء الأقنعة السياسية، لكن الآن، ووسط جائحة فيروس كورونا، أصبح الجميع يرتدي أقنعة بالمعنى الحرفي وقادة العالم ليسوا استثناء.
يرتدي الرؤساء والوزراء وأعضاء البرلمانات في مختلف بلدان العالم، أقنعة واقية للوجه في الأماكن العامة، وخلال العمل، وسط تفشي الفيروس التاجي «كورونا»، لكي يثبتوا لمواطنيهم مدى أهمية اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس القاتل ومنع انتشاره، وليكشفوا للجميع أن الوباء لا يحابي كبار المسؤولين ولا يعترف بقيمتهم الاعتبارية.
في هذا الملف الأسبوعي، نسلط الضوء على الوباء حين يحلق فوق بنايات المصالح الوزارية، وحين يداهم وزيرا محاطا بكل التدابير الاحترازية، وكل مبتغانا أن تزول الجائحة التي لا تفرق بين مواطن بسيط ومسؤول كبير.
«كورونا» تصيب مستشار رئيس الحكومة
ضربت «كورونا» ملحقة الوزارة الأولى بمدينة العرفان، بعدما تأكدت إصابة كاتب الدولة السابق، المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، بالفيروس. يشغل الصمدي منصب مستشار في رئاسة الحكومة، وهو المسؤول عن قطب التعليم التابع إداريا لرئيس الوزراء.
أصيب خالد بالعدوى ومع مرور الأيام بدأت حالته الصحية في التحسن، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشر الخبر وشرع البعض في ترويج إشاعات من قبيل إغلاق ملحقة الوزارة وتسريح موظفيها. فيما دعا الصمدي أصدقاءه إلى توخي الحيطة والحذر والالتزام بشروط الوقاية وعدم الاستهانة بهذا الفيروس.
استعاد الصمدي عافيته وعاد تدريجيا لعمله ولو عن بعد مصرا على مواجهة الوباء بالمزيد من الاحترازات، داعيا زملاءه في الوزارة إلى رفع درجة الاستنفار ضد الوباء. «الحمد لله الذي وهب بلادنا في هذه الظروف الحرجة رؤية متبصرة حكيمة بقيادة جلالة الملك حفظه الله وأعز أمره، وجهازا تنفيذيا على رأسه رجل صبور يحسن صد الضربات ومستعد لمواجهة التحديات بصبر وأناة وطول نفس ليحولها إلى فرص للنجاح والنجاة، لا يهمه الساعة إلا المصلحة العليا للوطن، وثلة من النساء والرجال المرابطات والمرابطين في مختلف الجبهات الذين يحملون على عاتقهم بوطنية عالية هموم استمرار المرفق العام، يقدمون اقتراحاتهم وتقديراتهم وانتقاداتهم بغيرة صادقة ويؤجلون كل خلافاتهم لوقت الحساب والنقد المسؤول، وينشغلون بأمر واحد مجمع عليه اليوم هو سلامة السفينة من معاول الخرق ووصولها إلى بر الأمان».
شغل خالد الصمدي مهمة كاتب للدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مكلفا بالتعليم العالي والبحث العلمي، وعلى إثر التعديل الحكومي الأخير، عاد لشغل مهمة مستشار رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وكان الصمدي قد أشار في تدوينة له على حسابه على فيسبوك لوجوده في هذا المنصب، وسعادته بالتحاقه بفريق رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من أجل شغل مهمة مستشار مكلف بقطب التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة.
وأضاف «هذا القطب الذي يضم فريقا من الخبراء المتميزين المتخصصين في هذا المجال برئاسة الحكومة، بدأ بوضع برنامج العمل والمخطط التنفيذي ومؤشرات الإنجاز إلى جانب آليات التتبع والتقييم».
وزير الطاقة وزوجته ومستشاروه بغرف العزل الصحي
في أول خروج له بعد تأكيد إصابته بفيروس كورونا المستجد، قال عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة ورئيس جماعة القنيطرة، إن حالته الصحية في تحسن مستمر، داعيا الجميع عبر رسالة فيسبوكية إلى «أخذ الحيطة والحذر والالتزام بشروط الوقاية وعدم الاستهانة بهذا الفيروس الذي اخترق العالم وأتعب كل الدول حتى الأكثر تقدما وحير العلماء والأطباء».
أجبر عزيز الرباح على الخضوع لحجر صحي إلزامي بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، بعدما تأكدت إصابته وزوجته بالوباء بعد زيارتهما لابنتهما التي وضعت مولودها بإحدى المصحات الخاصة بالقنيطرة، كما تم التأكد من إصابة مستشارين لرباح بمجلس المدينة بالفيروس التاجي.
وبحسب ما علمته «تيلي ماروك»، فإن الاختبارات الطبية التي خضع لها أعضاء المجلس الجماعي للقنيطرة، قد أظهرت نتائجها إصابة مستشارين اثنين للرباح بفيروس كورونا، وذلك في انتظار الكشف عن نتائج التحاليل المخبرية لباقي الأعضاء، لكنها كانت سلبية.
وسبق لـ «تيلي ماروك» أن أكدت حمل عزيز رباح لفيروس كورونا، وهو ما تم الإعلان عنه لاحقا، ليتقرر نقله وزوجته لمستشفى الشيخ زايد بالرباط للخضوع للبروتوكول العلاجي والعزل الصحي الذي يمتد لأربعة عشر يوما.
وبالرغم من مباشرة إخضاع جميع المخالطين المحتملين لرئيس المجلس الجماعي للقنيطرة، عزيز رباح، للفحص المخبري للتأكد من حملهم لكورونا من عدمه، إلا أن تخوفات تتناسل من احتمال نشره للفيروس بالوزارة التي يشرف عليها، خصوصا بين الموظفين بالكتابة العامة والمستشارين بديوانه، نظرا للتنقلات والمعاملات الإدارية التي قام بها رباح خلال الفترة الأخيرة بصفته الوزارية.
وأكد عزيز رباح، في تصريح صحافي، تماثله التدريجي للشفاء من الفيروس، متعهدا بمتابعة العمل عن بعد حتى لا تتعطل مصالح المواطنين. وقال إن «خطاب جلالة الملك، حفظه الله، كان صريحا مع شعبه عندما حذر جلالته من التهاون. ودعا جلالته الجميع إلى الالتزام والتعاون لمواجهة هذه الظروف القاسية التي لا أحد يستطيع التنبؤ بآثارها وآفاقها». كما أكد الوزير أن حالته الصحية تتحسن باستمرار، بما فيها الأعراض الأخرى التي لا علاقة لها بفيروس كورونا المستجد، والتي كان يعاني منها في اليوم الأول للإصابة بكوفيد 19».
وبخصوص المخالطين، تأكد أن حجم الإصابة بالفيروس في محيط العمل، سواء بالوزارة أو جماعة القنيطرة، يبقى محدودا، ولا يؤثر على سير العمل بجميع مصالح الوزارة والجماعة الحضرية للقنيطرة.
وتقول روايات أخرى إنه بحسب النتائج الأولية لتحليلات المخالطين، البالغ عددهم 86 مخالطا، تأكدت إصابة خمسة منتخبين من نواب عزيز رباح، رئيس جماعة القنيطرة، ومدير عام مصالح الجماعة، إضافة إلى نائب برلماني من فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب.
معركة فيسبوكية بين وزيرين بسبب استشفاء اعمارة
في الوقت الذي أكد وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عزيز رباح، نقل زميله في الحزب والحكومة، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر اعمارة إلى المستشفى حيث أكد في تدوينة عممها على العديد من الصحافيين على تطبيق التراسل الفوري «واتساب»، أنه اتصل باعمارة ووجد أنه بخير ويخضع بالمستشفى الذي نقل إليه للرعاية الصحية، نفت وكالة الأنباء الرسمية «لاماب» هذه المعطيات من خلال تصريح نسبته للوزير اعمارة كذب فيه تدوينة رباح.
عبد العزيز رباح الذي أكد دخول اعمارة المستشفى في تدوينته، أشار أيضا إلى أن زميله في الحزب والحكومة يوجد فعليا في المستشفى وحالته مستقرة على خلاف ما يتم تداوله من دخوله لغرفة الإنعاش، لكن «لاماب» نفت مضامين تدوينة رباح، معتمدة على تكذيب رسمي على لسان وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر اعمارة..
وأكدت القصاصة أن ما يتم تداوله من دخول الوزير عبد القادر اعمارة إلى المستشفى هو عبارة عن «شائعات رائجة بشأن حالته الصحية، بعد إصابته بفيروس كورونا». وقال اعمارة (حسب القصاصة نفسها) ردا على هذه «الشائعات» إن، «حالته الصحية جيدة. ويعمل بشكل عادي».
وأكد الوزير، حسب ما نقلته وكالة الأنباء سالفة الذكر، أنه «يخضع للحجر الصحي في بيته منذ الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا المستجد في 14 من مارس»، قبل أن يعود لممارسة عمله بشكل تدريجي، رافضا تهويل الأمر خاصة من زميل في الحكومة.
واضطر اعمارة للتأكيد على أن «حالته الصحية عادية ومطمئنة، وكافة أفراد أسرته يتمتعون بوضع صحي جيد». وأنه واعتبارا لكون الأعراض التي ظهرت على الوزير بسيطة ولا تدعو للقلق، وامتثالا لتعليمات الأطباء، فقد لازم بيته وظل يمارس مهامه الاعتيادية باستعمال كافة الوسائل التقنية التي تتيح الاشتغال عن بعد.
بدأت القصة حين عاد وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عبد القادر اعمارة، من مهام رسمية بدول أوروبية، وإحساسه بتعب غير عادي، مصحوب بآلام في الرأس، تقدم إلى المصالح الطبية، حيث أجريت له الفحوصات والاختبارات الضرورية، التي أكدت تعرضه لفيروس كورونا 19 المستجد.
وأكد بلاغ للوزارة، أنه واعتبارا لكون الأعراض التي ظهرت على الوزير بسيطة ولا تدعو للقلق، وامتثالا لتعليمات الأطباء، فوزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ظل يلازم بيته لمدة 14 يوما، ويمارس مهامه الاعتيادية مع أخذ كل الاحتياطات الصحية اللازمة وفقا لتعليمات وزارة الصحة..
في أول ظهور له بعد إعلان إصابته بفيروس كورونا المستجد، نشر عبد القادر اعمارة، وزير النقل واللوجيستيك، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورة قال إنها تدخل في إطار ممارسته لمهامه الاعتيادية.
وكتب الوزير التدوينة التالية: «عقدت صباح هذا اليوم، اجتماعا عن بعد مع المديرة العامة للوكالة الوطنية للموانئ، تطرقت إلى مختلف الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الوكالة على مستوى العاملين بها، وكذلك على مستوى معالجة عمليات التصدير والاستيراد بمختلف موانئ المملكة».
أعضاء الحكومة في مختبر التحليلات ضد الوباء
مباشرة بعد إصابة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عبد القادر اعمارة بفيروس كورونا المستجد، دعا رئيس الوزراء سعد الدين العثماني جميع وزرائه لإجراء فحوصات طبية عاجلة. تم وضع وزراء حكومة العثماني تحت الحجر الصحي منذ 15 مارس 2020، من أجل إجراء فحوصات طبية، للكشف عن حالتهم الصحية بعد تأكيد إصابة الوزير اعمارة بالفيروس. وهو ما يطرح اليوم أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كان أعضاء الحكومة سيخضعون مجددا للفحوصات بعد ظهور إصابة في جسد وزير الطاقة والمعادن أم سيصرف النظر عن الموضوع.
وكشف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بعد يومين عن نتائج التحاليل التي خضع لها وزراء حكومته، مباشرة بعد إصابة وزير النقل والتجهيز بفيروس كورونا، فيما لازال الوضع غامضا بخصوص إصابة عزيز رباح بنفس الوباء.
وأكد العثماني في بلاغ سابق، أن رئاسة الحكومة تخبر الرأي العام الوطني، أنه مباشرة بعد صدور نتائج التحاليل المخبرية التي أكدت إصابة أحد أعضائها بفيروس كورونا، تم إخضاع أعضاء الحكومة المغربية للفحوصات الطبية الدقيقة، حيث كانت النتائج سلبية بالنسبة للمرض.
وأضاف العثماني، أن أعضاء حكومته يتمتعون بصحة جيدة، ويمارسون مهامهم بشكل اعتيادي في احترام لمبادئ وإجراءات الوقاية المعمول بها، بينما بادر وزراء من تلقاء أنفسهم إلى إجراء اختبارات في مختبرات خصوصية للتأكد من الوضع الصحي بعد إصابة زميلهم في الفريق الحكومي عزيز رباح.
الداخلية في حالة استنفار بسبب إصابة عامل تازة
أكدت نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت لعامل إقليم تازة مصطفى المعزة، من طرف لجنة اليقظة والرصد الوبائي، إصابته بفيروس كورونا، فيما كشفت مصادر صحافية أن عامل إقليم تازة خضع للعلاج وفق البروتوكول العلاجي الجديد المعتمد من طرف وزارة الصحة، حيث يلتزم بالحجر الصحي في بيته، ورجحت أن يكون قد أصيب بالفيروس أثناء جولاته المستمرة، لمراقبة تطبيق التدابير الوقائية، مشيرة إلى أن حالته مستقرة ولا تدعو للقلق.
عاش العامل حالة قلق من البلوكاج الذي تعيشه بلدية تازة، ومن ارتفاع عدد الإصابات بكورونا في الإقليم، فضلا عن وباء التقاطبات الحادة بين الأغلبية العددية وحزب العدالة والتنمية الذي يترأس الجماعة الحضرية.
كان العامل منشغلا بحالة الاحتقان السياسي بالمدينة، من خلال مطالبة الأغلبية العددية في المجلس الجماعي لتازة باستقالة الرئيس، مؤكدة أنه لا يتوفر على أي مشروع تنموي، فيما يتمسك «البيجيدي» بالمنصب، ويتهم الأغلبية العددية بارتكاب جريمة في حق المدينة. ويتبادل الطرفان، في كل دورة اتهامات بالإساءة للمدينة، وينتهي السجال برفض نقط جدول الأعمال، في انتظار دورة أخرى يدعو إليها الرئيس ولا تحضرها الأغلبية. حين كان هذا السجال عنوانا للشأن الداخلي للمدينة فرضت كورونا سطوتها على الجميع وأدخلت العامل إلى الحجر الصحي تحسبا لأي طارئ، بعد أن شعر بأعراض المرض الذي يعود الجزء الأكبر منه للوضع السياسي في المدينة وإصرار جمعيات المجتمع المدني على تعطيل عجلة السياسة إلا إذا تم فتح صنبور الدعم المالي. بينما يرى الكثيرون أن البلوكاج وكورونا كفيلان بتحويل تازة إلى مدينة منكوبة صحيا وسياسيا واجتماعيا.
الفيروس يحلق فوق وزارة المالية
بعدما صدم عدد من أطر وموظفي وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة يوم رابع غشت 2020، بخبر إصابة رئيس قسم بفيروس كورونا، تلقى موظفو الوزارة في منتصف الشهر ذاته خبرا أكثر صدمة، وهو نبأ وفاة عبد الناجي حيدا رئيس قسم «إعداد الميزانية» بمديرية الميزانية التابعة لوزارة المالية.
فبعد أحد عشر يوما من المعاناة مع الفيروس أسلم السيد الناجي الروح إلى باريها بالعاصمة الرباط، ووفق شهادات لموظفين بوزارة المالية فالراحل كان يتحلى بالنزاهة ويحظى بسمعة حسنة بين المسؤولين والموظفين.
أكد مصدر وثيق الاطلاع، أن رئيس قسم إعداد الميزانية بمديرية الميزانية في وزارة المالية قضى بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، وظل في أيامه الأخيرة حريصا على إتمام بعض الملفات العالقة وكأنه على موعد مع الموت.
وقد نعى موظفون وهيئات نقابية رئيس قسم إعداد الميزانية الراحل عبد الناجي، كما أجرى مخالطوه تحليلات مخبرية للتأكد من وجود الفيروس، خاصة على مستوى المديرية التي يرأسها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
ودون حميد الشنا، الكاتب العام للنقابة الوطنية للمالية «كدش»، على حسابه بفيسبوك تعزية جاء فيها: «تقدم النقابة الوطنية للمالية أصدق التعازي والمواساة في وفاة الأخ عبد الناجي حيدا رئيس قسم بمديرية الميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة بعد إصابته بالفيروس الملعون كورونا».
كما نعت مؤسسة الأعمال الاجتماعية لموظفي ومستخدمي المالية التي يرأسها حكيم فيرادي، في منشور لها على فيسبوك رئيس قسم إعداد الميزانية الراحل عبد الناجي حيدا، حيث قدمت لعائلته الصغيرة ولزملائه في العمل أصدق التعازي والمواساة في وفاة فقيد ظل منشغلا بالقضايا المالية للدولة.
المرحوم هو ابن حي سيدي يوسف بن علي بمراكش ومن قدماء تلاميذ ثانوية يعقوب المنصور بنفس الحي، وعرف في صفوف رفاقه بحبه لعمله وإصراره على القيام بواجبه المهني بكل إخلاص.
خبر الوفاة حسب مصادر إعلامية وطنية، نزل كالصاعقة على أطر وموظفي وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، حيث انتابهم الخوف من خطر الإصابة خاصة بالأقسام والوظائف الأكثر احتكاكا بالمرفق الذي تعرض رئيسه للوباء، حيث تبين عسر العمل عن بعد خاصة في مصالح لها ارتباط بالشأن الضريبي.
وتحدث مفتش الضرائب عن الأثر السلبي الذي خلفته جائحة كورونا على مهام المراجعة الضريبية التي تتطلب حضورا ميدانيا وتعاملا مباشرا مع الوثائق، وهو الأمر الذي من شأنه أن يرفع خطر الإصابة، خاصة مع عدم وجود نص قانوني ملزم لأرباب الشركات بخصوص توفير ظروف آمنة لمفتشي الضرائب خلال عملهم الميداني.
وزراء عرب ذاقوا عذاب «كورونا»
ما زال فيروس كورونا في الجارة الجنوبية موريتانيا يواصل انتشاره، عشرات الإصابات المؤكدة بالفيروس، حيث وصلت الجائحة إلى الفريق الحكومي. وحسب موقع «صحراء ميديا» الموريتاني، فقد تأكدت إصابة وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، الداه ولد أعمر طالب، بفيروس كورونا المستجد.
وحسب المصدر ذاته، فإن الوزير كان يزاول عمله في مكتبه، وشعر بأعراض خفيفة، وبعد خضوعه للفحص تأكدت إصابته، وتعد هذه هي أول إصابة مؤكدة في صفوف الشخصيات الوزارية، إذ سبق أن تم الإعلان عن إصابة عدة مسؤولين حكوميين.
وكانت موريتانيا قد أعلنت خلوها من الفيروس، في نهاية أبريل الماضي، وأعادت الحياة للأسواق، وفتحت المساجد، والمقاهي، والمطاعم، قبل أن يعود الفيروس في موجة ثانية، مع نهاية شهر ماي، أوقعت عددا أكبر من المصابين والمتوفين من بينهم شخصيات حكومية.
وفي الجارة الشرقية أعلنت إعلامية، وفاة وزير جزائري سابق، بعد إصابته في محبسه بسجن الحراش، شرقي العاصمة، بفيروس كورونا. وذكر مصدر في عائلة وزير البريد والمواصلات الجزائري الأسبق موسى بن حمادي لقناة «الحياة»، أنه «توفي بمستشفى مصطفى باشا الحكومي بالعاصمة، بعد إصابته بفيروس كورونا قبل أيام».
وسجن موسى بن حمادي على خليفة قضايا فساد في شتنبر 2019، وكان من المتوقع أن تنظر محكمة جزائرية في طلب الإفراج المشروط عنه قبل أيام من وفاته، حيث تم نقل ابن حمادي من سجن الحراش إلى مستشفى مصطفى باشا الحكومي بالعاصمة قبل أيام، بعد أن ساءت حالته الصحية لكنه فارق الحياة عن سن يناهز 67 عاما.
وقد توفي رئيس وزراء ليبيا الأسبق، محمود جبريل، في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، بعد إصابته بفيروس كورونا. بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية في مصر، بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة «أخبار اليوم» المصرية، وبحسب المصادر ذاتها، فإن جبريل (67 عاما) أصيب بكورونا في 27 مارس الماضي، وتم نقله إلى أحد المستشفيات بالقاهرة حيث ظل يتابع علاجه.
وأشارت أن أعراض المرض ظهرت على رئيس الوزراء الليبي الأسبق، فور عودته من الخارج، وظل في فترة علاج حتى توفي، ولم يتحدث بلاغ وزارة الصحة المصرية عن وفاة الوزير الليبي، واكتفت بتقديم عدد المصابين والمتعافين في نشرتها مشيرة إلى ملاحظة أثارت الانتباه «بين المتوفين حالة لمواطن ليبي الجنسية».
ويعد الفقيد سياسيا ليبيا معارضا، شغل منصب رئيس الوزراء في بلاده لسبعة أشهر ونصف أثناء الثورة الليبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي، عام 2011، قبل أن يختار الإقامة الاختيارية في مصر.
كما تولى رئاسة الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الانتقالي من 5 مارس حتى 23 أكتوبر 2011، وعمل أيضا وزيرا للعلاقات الدولية.
وفي بيان صحفي، نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الدولة للإعلام، نقلت فيه عن هيكل قوله «نظرا لمخالطة أحد مصابي كورونا، تم وضعي في العزل المنزلي لعدة أيام»، ونقلت وسائل إعلام محلية، قولها إنه «من المقرر أن يجري هيكل بعض التحاليل خلال الساعات المقبلة»
وتعد هذه المرة الثالثة التي يعزل فيها وزير مصري نفسه، لمخالطته أحد المصابين بكورونا، وسبق أن أعلن وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري عاصم الحزار، تطبيقه العزل المنزلي بعد مخالطة أحد المصابين، كما سبق هيكل والجزار، وزير الري المصري محمد عبد العاطي الذي طبق العزل المنزلي من تلقاء نفسه.
وفي السودان ضرب الفيروس هاشم ابن عوف وزير الدولة في وزارة النقل والبنى التحتيّة السودانية بفيروس كوفيد-19، وفق ما أعلن مجلس الوزراء السوداني في بيان له: «وضع المهندس هاشم ابن عوف نفسه في العزل، بعد أن ثبتت إصابة أحد مخالطيه المقربين بالفيروس، ثم أجرى الاختبار المطلوب الذي جاءت نتيجته إيجابية».
ويتركز معظم مرضى كوفيد-19 في العاصمة الخرطوم، حيث فرضت السلطات في وقت سابق حظر تجوال على مدار الساعة لمدة ثلاثة أسابيع، لإبطاء انتشار الفيروس، وعلى غرار وزير الطاقة والتعدين السوداني عادل علي إبراهيم، كان وزير الدولة بوزارة الخارجية عمر قمر الدين قد أعلن وضع نفسه في الحجر الصحي بعد مخالطته لأحد المصابين بالمرض.