كشفت مصادر متطابقة أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حلت بمدينة طنجة، خلال الأسبوع الجاري، وذلك في إطار ملاحقتها لشبكة مختصة في تهريب قطع غيار السيارات انطلاقا من شركة «رونو» على مستوى منطقة ملوسة.
وتفيد المصادر بأن اكتشاف عمليات التهريب تبين حين تم ضبط عدد من الأشخاص وبحوزتهم أجزاء سيارات حديثة وتحمل أرقاما صادرة عن الشركة السالف ذكرها بمدينة طنجة، وكانت محط شكوك المحققين في وقت سابق، قبل أن تظهر معطيات أخرى دفعت بالشركة لوضع شكاية في الموضوع، ضد محلات تجارية تبيع نفس الأجزاء وتم إنتاجها بالمصنع المتواجد بمنطقة ملوسة، وهو ما آثار شكوك القائمين على الشركة حول من يقف وراء هذه الأفعال.
وتضيف المصادر أنه مباشرة بعد وضع الشركة لشكايتها لدى مصالح الأمن الوطني بالدار البيضاء، تم تحويل الشكاية إلى الفرقة الوطنية نظرا لتخصصها أكثر في مثل هذه السرقات التي تتجاوز النفوذ الترابي للعاصمة الاقتصادية، ليتبين أن هناك أطرا داخل الشركة تساهم هي الأخرى في تهريب هذه الأجزاء وإخراجها بشكل اعتيادي داخل شاحنات مختصة لهذا الغرض، مما جعلها تنشط في هذا الجانب بأريحية تامة دونما إثارة انتباه.
وقالت المصادر إن التحقيقات لا تزال سارية في الموضوع، حيث تم إلى حدود اللحظة توقيف ستة أشخاص ضمنهم البائعون على مستوى الدار البيضاء، ثم أطر من الشركة لهم علاقة بهذا الملف، وسائق الشاحنة، ويرتقب أن تتسع الدائرة لتشمل جميع المتورطين في هذه المسألة، والتي قالت الشركة الفرنسية إن هذه الأفعال تكبدها خسائر مادية فادحة، فضلا عن إمكانية ظهور مهربين آخرين لهذه الأجزاء قد تمتد حتى بعض الدول الإفريقية أو الأوروبية.
كما أكدت المصادر أن مصالح الفرقة الوطنية تعكف على تتبع كل الخيوط المرتبطة بهذه الشبكة وفرضيات عن وجود أطر ومستخدمين آخرين، يقومون بإنتاج نفس الأجزاء بأرقام مختلفة، مما يجعل من الصعوبة تعقبها في السوق السوداء، خصوصا في ظل ريادة الشركة والحاجة الملحة لأجزائها.