علمت «تيلي ماروك» من مصادر جيدة الاطلاع، أن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي علال التازي التابع لسرية الدرك بالقنيطرة، تمكنت، الخميس الماضي، من تفكيك عصابة إجرامية متخصصة في تزوير الأوراق النقدية بمنطقة الغرب يتزعمها تقني بمساعدة شخصين آخرين، حيث نجحت في اعتقال اثنين منهم من مواليد 1995 و1992، في انتظار إيقاف المتهم الثالث بعد تحديد هويته الكاملة، وقد تمت إحالتهما، أول أمس السبت، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، الذي أحالهما بدوره على قاضي التحقيق من أجل تعميق البحث معهما في حالة اعتقال بتهمة تكوين عصابة إجرامية من أجل تزوير أوراق نقدية والنصب .
وكشفت ذات المصادر وفق التحريات المنجزة مع المتهمين، أن العقل المدبر لهذه العصابة الإجرامية الخطيرة والحاصل على البكالوريا ودبلوم في مجال الإعلاميات، استغل درايته الواسعة في ميدان التكنولوجيا ليقوم بتزوير أوراق نقدية من فئة 200 درهم، باستعمال معدات متطورة جرى حجز بعضها بمنزله بعد توقيفه وإجراء عملية التفتيش، تتمثل في حاسوبين أحدهما محمول والثاني خاص بالاستعمال المكتبي، وثلاث طابعات وسكانير وماسحة ضوئية.
المتهم المنحدر من منطقة المكرن ضواحي مدينة القنيطرة، حجزت لديه عناصر الدرك الملكي مبلغا ماليا يقدر بحوالي 25000 درهم، مكونة من أوراق نقدية مزورة من فئة 200 درهم، حيث أكد أنه كان يزور هذه الأوراق، ويسلمها لمساعديه من أجل ترويجها وسط فضاءات الأسواق المحلية والأسبوعية بكل من سيدي علال التازي والمكرن والقنيطرة، وهو ما أكده أحدهم بعد اعتقاله على متن دراجة نارية في وضعية تلبس باستعمال الأوراق المالية في اقتناء مواد ومعدات وبطاقات هاتفية ومقتنيات أخرى من أجل تصريف المبالغ والأوراق المالية المزورة.
وتفجرت فضيحة هذه العصابة بعد أن ترصدت أعين استخباراتية بالمنطقة شابين كانا ينتقلان عبر دراجة نارية بين أسواق المنطقة والمحلات التجارية بمراكز جماعتي المكرن وسيدي علال التازي من أجل التبضع، مع تسجيل أصحاب المحلات إنفاقا غير عادي للشابين في اقتناء الضروريات والكماليات باستعمال أوراق نقدية جديدة من فئة 200 درهم فقط، وهو ما أثار الشكوك حولهما، لتسقطهما خبرة آنية أجريت على المبالغ المالية من طرف أجهزة الدرك بإحدى المؤسسات البنكية، حيث أكدت أن الأوراق المالية مزورة.
وبعد سقوط الشبكة بين يدي الدرك، تم تفتيش المنزل حيث عثر المحققون على معدات كثيرة بمنزل «التقني» الذي سبق طرده من إحدى الشركات المتخصصة بمدينة القنيطرة، كان يستعملها في تزوير الأوراق النقدية، كما عثرت على مبلغ 25000 درهم كلها من فئة 200 درهم، واعترف المتهم الثاني الذي غادر مقاعد الدراسة من مستوى الإعدادي، أنه كان يشتغل لصالح التقني، من خلال تصريف الأموال المزورة في الأسواق، والحصول على مقابل مالي مهم، مضيفا أن صديق له كان يشاركه هذه المهمة اختفى عن الأنظار ويجري البحث عنه حاليا.