أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار، أنه يثمن عاليا القرار الأمريكي، بواسطة المرسوم الرئاسي الذي يقضي بشكل لا رجعة فيه الاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على جميع أقاليمه الجنوبية، معتبرا المقترح المغربي للحكم الذاتي الحل السياسي الوحيد الذي يتسم بالواقعية والمصداقية، معتبرا أن هذا الانتصار الدبلوماسي الذي تحقق جاء بفضل المجهودات الكبيرة لجلالة الملك محمد السادس، دفاعا عن قضيتنا الوطنية الأولى، ليؤكد مرة أخرى أن هذا التتويج لم يأت عبثا بل كان ثمرة نجاحات سابقة، انطلقت منذ العودة الموفقة لحضن الاتحاد الافريقي والمجهودات التنموية الكبيرة بأقاليمنا الجنوبية، و تعززت بالاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وهو ما يقوي افتخار واعتزاز كل مكونات الشعب المغربي بحكمة وصواب رؤية جلالة الملك وبعد نظره، ومصداقية المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي.
وأوضح "الأحرار" خلال اجتماع لمكتبه السياسي برئاسة عزيز أخنوش، أمس الجمعة، أنه يشيد بالقرار الامريكي القاضي بفتح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بمدينة الداخلة. مستحضرا الأدوار الاقتصادية الهامة التي ستلعبها في جلب الاستثمارات الأجنبية والمساهمة في رفع وثيرة التنمية التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية، إلى جانب أدوارها الديبلوماسية؛ مما سيضع المغرب في صلب المبادلات التجارية بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا، بما يعزز ويؤكد الموقع الاستراتيجي المتميز للمغرب.
وبعد التأكيد على عدالة الموقف المغربي المبني على الحق والتاريخ، في قضيته الوطنية التي تجسد روح الانتماء إلى الأرض، جدد الأحرار التعبير عن ثقته في التوجيهات الحكيمة لجلالة الملك، باستثئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ومواصلة نهج المغفور له الملك الحسن الثاني، الذي بصم تاريخ العلاقات الدولية من خلال سعيه الدائم لبناء سلام عادل في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح و الحرص على تعزيز حوار الأديان والحضارات الإنسانية.
هذا وثمن الأحرار مضامين المكالمة الهاتفية بين عاهل البلاد ومحمود عباس، حيث أكد جلالة الملك، عن موقفه الثابت من القضية الفلسطينية المرتكز على إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مبرزا أن "المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية". وهو الربط، بين القضيتين، الذي يضع حدا لبعض القراءات السطحية والمغرضة التي تروم تحريف المواقف الشجاعة والحازمة لبلادنا، و ردا على الهجمات اليائسة لأعداء الوحدة الترابية.
وفي هذا الصدد، ناشد التجمع، كافة مكونات المجتمع المغربي و مختلف مكوناته الحزبية، كل من موقعه، حكومة وبرلمانا، أغلبية ومعارضة، إلى الالتحام التام والمساندة اللامشروطة للمجهودات الدبلوماسية لجلالة الملك، بعيدا عن المزايدات و محاولة اللعب بمشاعر الشعب المغربي الذي كان وسيظل دائما داعما للنضالات المشروعة للشعب الفلسطيني.
ومن جانب آخر، نوه أعضاء المكتب السياسي للأحرار بالقرار الإنساني لجلالة الملك، والذي أعطى تعليماته السامية للحكومة قصد اعتماد مجانية التلقيح ضد جائحة كوفيد-19 لفائدة كافة المغاربة وهي خطوة إضافية تجسد عناية جلالته وحرصه على العناية بصحة المواطنات والمواطنين ضد الفيروس. وفي هذا الصدد، يهيب الحزب بجميع مناضلاته ومناضليه ومنظماته الموازية، إلى المساهمة بمختلف الأشكال الممكنة في مواصلة التحسيس بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتعبئة الشاملة لإنجاح عملية التلقيح وإلى تكثيف المجهودات التواصلية لتحسيس المواطنات والمواطنين بأهمية التلقيح كسبيل ناجع لمحاصرة جائحة كوفيد 19.