بعد سحب بساط مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من رؤساء الجماعات الترابية بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، بسبب الاستغراق في الاستغلال السياسي للمشاريع وتوجيهها بما يخدم الأجندات الحزبية الضيقة، بادرت السلطات الإقليمية المعنية حسب كل منطقة، للترتيب قصد إطلاق مشاريع تنموية جديدة، يمكنها تعويض فشل المجالس في التنمية، والقطع مع انتشار فوضى القطاعات غير المهيكلة، والعشوائية في صرف المال العام، وغياب الجودة في تتبع التنفيذ، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وحسب مصادر مطلعة فقد استفاد سجناء سابقون بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، من تجهيزات ومعدات لإطلاق مشاريع وأنشطة مدرة للدخل، في إطار الجهود الرامية إلى المساهمة في الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لهذه الشريحة من المواطنين. كما تم تنزيل تدابير اتفاقية شراكة تجمع بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وعمالة المضيق- الفنيدق، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فتحت المجال أمام دعم الشباب الحامل لمشاريع مدرة للدخل، ويمكنها توفير مناصب شغل قابلة للتطور والتوسيع، فضلا عن دعم نساء في وضعية هشاشة لتوفير مداخيل قارة من مشاريع صغيرة ومتوسطة، وذلك للتخفيف من وطأة توقف العمل بقطاعات غير مهيكلة، وكذا معالجة الاختلالات والتجاوزات التي وقعت أثناء إشراف رؤساء الجماعات على تنفيذ مشاريع المبادرة.
وذكر مصدر أن السلطات الإقليمية المشرفة على ملفات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تقوم بتعقب الأموال التي صرفت من ميزانية المبادرة، لربط المسؤولية بالمحاسبة، مثل ما وقع في ملف البحث في اختفاء غامض لمقاول قام بالنصب والاحتيال على جمعية تتلقى الدعم من المبادرة بالمضيق، حيث تسلم المشتبه فيه الذي حررت في حقه مذكرة بحث وطنية، شيكات بمبالغ مختلفة وقام بصرفها دون تنفيذ المشاريع المطلوبة.
وأكد ياسين جاري، عامل عمالة المضيق - الفنيدق، في كلمة خلال اجتماع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعمالة، أن مؤشرات النجاعة المالية المحققة إلى غاية اليوم، تعتبر إيجابية مقارنة مع المؤشرات الوطنية والجهوية، مبرزا بالمقابل أنه من الضروري فتح النقاش حول نسبة التأثير والوقع الإيجابي لهاته المشاريع على الفئات المستهدفة، وكذا السبل الناجعة للرقي بالعمل الاجتماعي الذي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يدعو إليه في مختلف المناسبات.
وشدد المسؤول الترابي على أن كافة المتدخلين مدعوون للانتقال من مرحلة بناء المراكز إلى الاستثمار في العمليات ذات الوقع المباشر على الفئات المستهدفة، والعمل على تقوية آليات الشراكة والتعاون مع مختلف الفاعلين المحليين والجمعيات الوطنية الرائدة، التي تعتبر شريكا قويا لعمالة المضيق - الفنيدق، إلى جانب الجمعيات المحلية المساهمة بقوة في تقديم الخدمات الاجتماعية.