قضت السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة بإقليم كلميم، ساعات طوال طيلة أيام نهاية الأسبوع بحثا عن سيارة خفيفة تقل أفراد أسرة، جرفتها سيول واد صياد ما بين جماعة أسرير وكلميم مساء يوم الجمعة المنصرم. وبحسب المعطيات، فإن السيارة تخطت سدا للدرك الملكي، حاولت عبور الوادي، غير أن ارتفاع منسوب المياه جرف السيارة نحو مجرى الوادي، لتختفي كلية أمام أنظار بعض الحاضرين.
وبحسب المصادر، فقد هرعت السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية منذ علمها بالخبر في حينه إلى الوادي، حيث تم تمشيطه ليلا، لكن دون جدوى، ليتم تعليق عمليات البحث إلى صبيحة أول أمس السبت، حيث واصلت الفرق المكلفة عملية البحث، رغم صعوبة المسالك، وتهاطل الأمطار وارتفاع منسوب المياه الوادي، كما تمت الاستعانة بمروحية للقوات المسلحة الملكية، والتي حلقت على علو منخفض لتتبع مسار الوادي والبحث عن المفقودين الذين كان يجهل عددهم في البداية، كما تم استعمال دراجة مائية والاستعانة بغواصين من الوقاية المدينة في عمليات البحث.
وصباح اليوم نفسه، عثرت عناصر الوقاية المدنية على السيارة بعدما رمتها المياه إلى اليابسة، حيث تم التعرف عليها، والتعرف على هويات من كانوا على متنها، إذ يتعلق الأمر بشقيقين من أسرة واحدة، إضافة إلى سيدة أخرى، وذلك بعض العثور بداخلها على بعض الأغراض الشخصية والوثائق والمواد الغذائية.
وبحسب المعطيات، فقد تم أيضا مساء اليوم نفسه العثور على جثة أحد المفقودين على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من المكان الذي عثر فيها على السيارة، فيما لم يتم بعد العثور على جثثي المفقودين الآخرين اللذين كانا داخل السيارة، رغم استمرار عمليات البحث، والذي تم تعليقه من جديد مساء أول أمس السبت بعد حلول الليل إلى اليوم الموالي.
إلى ذلك، فقد طالبت فعاليات من إقليم كلميم، بضرورة وضع حواجز وسدود أمنية على مستوى قناطر الأودية من الجهتين، لمنع مرور العربات في كلا الاتجاهين، وذلك كلما توصلت السلطات الإقليمية بنشرات تحذيرية من مصالح الأحوال الجوية، خصوصا وأنه ليست المرة الأولى التي تسجل فيها فاجعة مماثلة على مستوى أودية إقليم كلميم. فخلال الفيضانات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، جرفت سيول بعض هذه الأودية سيارات خفيفة على متنها ركاب لقوا حتفهم.