أشعلت وزيعة مشاريع الماء بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، صراعات قوية بين قياديين في حزب الأصالة والمعاصرة، حيث هاجم عبد الرحيم بوعزة، رئيس مجلس عمالة شفشاون، توفيق الميموني، برلماني الإقليم وعضو مجلس جهة الشمال، واتهمه بطريقة غير مباشرة باستغلال التسيير وتوجيه المشاريع لخدمة نفوذه السياسي، في حين أكد الأخير أن مشاريع الجهة تتم بتنسيق مع مؤسسات الدولة، وتخضع لمعايير مضبوطة وتحترم مبدأ تكافؤ الفرص وبنود الدستور المغربي.
وكشفت مصادر أن مشاريع الجهة أدت إلى عودة تياري المستقبل والشرعية للواجهة، حيث أكد الداعمون للبرلماني الميموني رفضهم ما وصفوه بالابتزاز السياسي، فضلا عن تأكيدهم على أن الجماعات الترابية التي يتحدث عن إقصائها الداعمون لتيار المستقبل، استفادت في وقت سابق من مشاريع مهمة، والاستفادة التي تمت الآن خضعت لمعايير واضحة، وتمت المصادقة عليها خلال دورات رسمية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن رئيس جماعة عن حزب الأصالة والمعاصرة بشفشاون خرج بدوره ليكشف عن إقصاء مجلس العمالة بالإقليم، للعديد من الجماعات التي دعمت تيار الشرعية، ما ساهم في تأجيج الأوضاع الداخلية أكثر، وهدم المصالحة التي روجت لها الأمانة العامة وعبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الجرار.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن العديد من رؤساء الجماعات الترابية بالشمال عن «البام»، هددوا بالرحيل نحو حزب التجمع الوطني للأحرار، احتجاجا على استمرار الاحتقان الداخلي، وسعي الداعمين لتيار المستقبل لتأجيج الأوضاع وهدم المصالحة، قبيل المحطة الانتخابية المقبلة، ما يهدد بتشتت القواعد الانتخابية للحزب.
ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة بالشمال نكسة غير مسبوقة على مستوى تراجع عدد الأصوات والهجرة الجماعية لفرق المستشارين، في اتجاه أحزاب أخرى، أهمها حزب التجمع الوطني للأحرار، كما ساهمت القرارات التي اتخذها القيادي العربي المحرشي بتنسيق مع وهبي، لفرض المصالحة ومحاولة تدبير ملف الصراعات الداخلية، في ارتفاع نسبة الاحتقان، وتأسيس هياكل هشة، لغياب التنسيق والاحتجاج على تغييب الديمقراطية الداخلية.