علمت «تيلي ماروك »، من مصادر موثوق بها، أن مصالح الحموشي بولاية أمن الرباط نجحت في فك لغز جريمتي قتل وقعتا بحي التقدم، حيث توصلت من خلال تنسيق محكم شاركت فيه كل الشعب الأمنية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية والأمن العمومي تحت إشراف النيابة العامة المختصة للجناة مرتكبي الجريمتين وعرضهم على العدالة خلال الأسبوع الماضي.
وحسب معطيات حصلت عليها «تيلي ماروك » فإن الجريمة الأولى التي ذهب ضحيتها شاب ثلاثيني، أسفرت الأبحاث المرتبطة بها عن إيقاف ثلاثة متهمين بينهم سيدة ينحدرون من حي التقدم بالرباط، متورطون في جريمة القتل العمد والمشاركة وعدم تقديم المساعدة للضحية قبل وفاته.
معطيات الملف التي انطلقت منها التحريات تفيد بأن الضحية المتزوج كان في جلسة سمر بمنزله بحي التقدم رفقة سيدة مطلقة من مواليد 1986، والتحق بهما شخصان آخران من مواليد 1966 و1972، ومع مجريات السهرة الماجنة نشب نزاع بين السيدة وعشيقها، تحول إلى مشادات كلامية وتبادل للضرب والجرح، قبل أن يغادر الجميع المنزل ويبقى الضحية وحيدا، قبل الإعلان عن وفاته بعد يومين، تزامنا مع البحث الذي باشرته الشرطة القضائية، بناء على شكاية أسرته، حيث تم وضع المتهمين رهن الحراسة النظرية وعرضهم على المحكمة الابتدائية بالرباط، بتكييف قانوني اعتبر الواقعة جنحة تتعلق بالضرب المتبادل، قبل أن تحدث المفاجأة بعد وفاة الضحية، حيث انعرج التحقيق نحو مسار قانوني آخر يتعلق بجناية القتل العمد.
وقد أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية صباح الجمعة الماضي، المتهمين الثلاثة على أنظار النيابة العامة، حيث وجهت للمتهمة الثلاثينية تهمة المشاركة في القتل العمد وعدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطرة، وعدم التبليغ عن جناية والمشاركة في الخيانة الزوجية، كما وجهت للمتهمين الآخرين تهمة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطيرة وعدم التبليغ عن وقوع جريمة، كما قرر الوكيل العام للملك إحالتهم على قاضي التحقيق في حالة اعتقال ملتمسا منه إخضاعهم لتحقيقات تفصيلية حول التهم المنسوبة إليهم.
وفي واقعة أخرى مرتبطة بالقتل العمد، نجحت فرقة محاربة العصابات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط في إيقاف مرتكب جريمة قتل بحي التقدم من مواليد 1993 وهو صاحب سوابق قضائية، وقد تم إيداعه سجن العرجات بسلا من طرف قاضي التحقيق في انتظار استنطاقه تفصيليا حول التهمة الموجهة إليه.
وارتباطا بالوضع الأمني بولاية أمن الرباط، تواصل مصالح الحموشي بتراب هذه الولاية التي تضم الرباط بمناطقها الأربع و تمارة والخميسات، تحقيق انتصارات مهمة على المستوى الأمني، حيث تم تخفيض نسب الجريمة بشكل كبير خاصة ببعض المواقع التي كانت تعتبر بؤرا سوداء. وتعزى هذه الحصيلة إلى التدخلات الاستباقية للمصالح الأمنية والانتشار الجيد لعناصر الأمن العمومي والهيئة الحضرية وقوات التدخل والتفاعل الجيد مع نداءات المواطنين عبر الرقم 19، إضافة إلى نجاعة كل التدخلات والتحقيقات التي تباشرها مصالح الشرطة القضائية وفرق محاربة العصابات والاتجار في المخدرات بتنسيق مع مصالح الاستعلام الجنائي والاستخبارات والاستعلامات العامة، مما مكن من الإطاحة بالعديد من المبحوث عنهم والمطلوبين للعدالة بتهم وجرائم مختلفة، وتنقية الشارع العام من ممارسات ومظاهر الإجرام، وهي الدينامية والنجاعة التي لازالت مفقودة بدرجة كبيرة على مستوى المناطق الأمنية بسلا رغم المجهودات المبذولة، حيث لازالت تسجل نسب كبيرة في الجريمة بكل من منطقة العيايدة واحصين وسلا الجديدة وبعض الأحياء بوسط المدينة، رغم تمتيع عمالة سلا بهيكلة أمنية جديدة وموارد بشرية متخصصة بالشكل الكافي حسب مصادر الجريدة.