يعيش حزب العدالة والتنمية بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، مشاكل تنظيمية وصراعات داخلية تسببت في استقالة قياديين محليين يعتمد عليهم بشكل كبير لجمع الأصوات الانتخابية، حيث يجري التستر على الأمر وطلب مهلة للحوار قصد التراجع عن قرارات الاستقالة، مخافة التسريبات، والتعهد بتصحيح بعض الهفوات وترضية الخواطر للحفاظ على القواعد الانتخابية.
وحسب مصدر خاص من داخل الحزب، فإن مستشارين عن حزب العدالة والتنمية بجماعة بإقليم المضيق، قررا وضع استقالتهما من الحزب، احتجاجا على الفشل في تنفيذ الوعود الانتخابية، وتهميش رأي المعارضين لقرارات القياديين داخل الحزب، فضلا عن التنصل من الالتزامات التي تمت مع سكان القرى والمناطق النائية، والتخلي عن تناول القضايا الساخنة لملفات الأراضي السلالية، ومشاكل الاعتداء على المقابر، وغياب الطرق ومشاكل الماء والكهرباء.
واستنادا إلى المصدر نفسه، فإن الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بالفنيدق تعيش في وضع لا تحسد عليه، بسبب استقالة أغلب الأعضاء الذين يشكلون العمود الفقري للحملة الانتخابية، حيث تم منح وعود بحضور ممثلين عن الكتابة الجهوية لمحاورتهم، مع التأكيد على عدم تسريب خبر الاستقالات للعموم تفاديا للإحراج السياسي، ومحاولة إظهار تماسك الحزب داخليا، في ظل غليان الصراعات والخلافات حول تدبير الشأن العام.
وأشار المصدر ذاته إلى أن العديد من الأعضاء داخل «البيجيدي» بتطوان والفنيدق والمضيق ومرتيل، يتهمون القياديين بإهمال ما تم الاتفاق حوله مع السكان، من خدمة قضايا الشأن العام المحلي، وعدم التعامل مع الشكايات وفق السرعة والنجاعة المطلوبتين، فضلا عن غياب التنسيق وعدم الرد على الاتصالات الهاتفية.
وظهرت مؤشرات عن استمرار نزيف الاستقالات بالحزب الأول في المغرب مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية المقبلة، خاصة والفشل في دفع أعضاء بواد لو للتراجع عن استقالة جماعية تم توقيعها بعد تخلف إخوان العثماني عن معالجة ملفات فساد سلمت إليهم، وتم تبرير ذلك بإكراهات سياسية وتوازنات داخل التحالفات المحلية والتحالف الحكومي.