وضع إدريس الشعيري ومحمد القهواجي، المستشاران عن حزب العدالة والتنمية بجماعة بليونش إقليم المضيق، استقالتهما من الحزب، بسبب التنصل من الوعود الانتخابية المعسولة، وتخلي بعض القياديين عن قضايا مصيرية للسكان أهمها ملفات الأراضي السلالية والحبوس، وغياب الطرق والكهرباء والماء بالمناطق المهمشة، إلى جانب المزايدات السياسية الفارغة، والصراعات الداخلية وتصفية الحسابات للوصول إلى المناصب والمكاسب.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المستشارين المذكورين قررا الاستقالة كذلك من المجلس الجماعي، ومجلس العمالة الذي يقوده حزب الأصالة والمعاصرة، بسبب التقارب بين «البام» و«البيجيدي» والتحضير لتحالف مستقبلي بين الحزبين، على حساب الأعضاء الفاعلين من إخوان سعد الدين العثماني، وتهميش كل من يعارض رأي القياديين المتحكمين في القرارات الداخلية والتزكيات بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن القياديين المتحكمين في مفاصل الحزب بالمضيق، قاموا بتهميش المستشار المستقيل إدريس الشعيري، والتنصل من كافة الالتزامات والوعود التي منحوها لسكان منطقة بني مزالة القروية، قبل العمل بطرق ملتوية على تحميله مسؤولية فشل التسيير، وعدم الرضوخ لمطلب القرب من قيادي حزب الأصالة والمعاصرة ودعم التحالف المستقبلي بين الحزبين.
وذكر مصدر أن جميع الأعضاء الذين استقالوا من الحزب يرفضون التراجع عن قرار الاستقالة، بسبب ارتفاع نسبة الاحتقان الداخلي، والسخط والتذمر من الفشل في تسيير الشأن العام المحلي والوطني، إلى جانب توالي فضائح القياديين والوزراء، والصراعات الداخلية على المكاسب والمناصب، وانتهاء صلاحية خطاب المظلومية واستغلال العاطفة الدينية.
ويعيش حزب العدالة والتنمية بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة مشاكل تنظيمية وصراعات داخلية، تسببت في استقالة قياديين محليين يعتمد عليهم بشكل كبير لجمع الأصوات الانتخابية، حيث يجري التستر على الأمر مخافة التسريبات، وطلب مهلة للحوار قصد التراجع عن قرارات الاستقالة، والتعهد بتصحيح بعض الهفوات وترضية الخواطر للحفاظ على القواعد الانتخابية.