كشفت مصادر مطلعة من داخل حزب الأصالة والمعاصرة عن صراعات داخلية في الحزب بالرباط على بعد أشهر قليلة من الانتخابات، موضحة أن مرد هذه الصراعات هو تزكية الحزب لبعض القياديين للترشح باسمه في عدد من دوائر المدينة وإقصاء مرشحين آخرين، وهو الأمر الذي دفع بمجموعة منهم إلى التوجه نحو تقديم الاستقالة الجماعية من الحزب في أفق الالتحاق بأحزاب منافسة، حيث أوضحت المصادر أن الصراع على تزكية الحزب للانتخابات في البرلمان والمقاطعات، استعر بين من كانوا يحسبون على تيار «بنشماش»، وبين الموالين للأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر «تيلي ماروك » أن إدريس الرازي، الذي تم انتدابه أخيرا أمينا إقليميا لحزب الأصالة والمعاصرة بالرباط، قدم استقالته رفقة عشرة من الأعضاء البارزين وأعضاء المجلس الوطني في «البام» بالمدينة، احتجاجا على قرار الأمين العام، عبد اللطيف وهبي، ومنح التزكية للمهدي بنسعيد من أجل الترشح وكيلا للائحة في دائرة المحيط، وأديب بنبراهيم في دائرة شالة، مع العلم ان لجنة الترشيحات داخل الحزب، التي تضم الحموتي وسمير كودار، لم تزكهما للترشح إلى مجلس النواب في هذين الدائرتين، تضيف المصادر، التي أوضحت أن الغاضبين يطالبون بتزكية إبراهيم الجماني في دائرة الرباط شالة، وعبد الفتاح العوني في دائرة المحيط، حيث يعتبر المستقلون أن «تزكية بنسعيد وبنبراهيم بمثابة انتحار سياسي للحزب في الرباط، والذي سيخسر مقعدين مهمين في الرباط».
وأشارت المصادر إلى «حرب التزكيات» التي حمي وطيسها وسط حزب «الجرار» بالرباط، بعدما «أشعلتها الأمانة العام للحزب في شخص الأمين العام الحالي، الذي غلب الولاء لهذين المرشحين، اللذين سانداه في محطة المؤتمر الوطني السابق، على الولاء للحزب الذي سيفقد آلاف الأصوات المهمة بالمدينة»، موضحة أن القياديين المستقلين انتقدوا بشدة كذلك قرار الأمانة العامة تزكية بنبراهيم وكيلا للائحة على رأس مقاطعة السويسي، التي يرأسها الحزب حاليا. وقالت المصادر إن «إصرار الأمانة العامة على تزكية أفراد لا حضور لهم في الساحة، سيدفع بالمستقلين إلى تغيير اللون السياسي، حيث تقرر الالتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار».