وضعت الوضعية التي يعيش عليها الحي الصناعي (الرحمة) بسلا، تسيير حزب العدالة والتنمية للمدينة محط انتقادات واسعة، فبعد خمس سنوات من تولي القيادي في «البيجيدي» ومدير ديوان رئيس الحكومة، جامع المعتصم، رئاسة جماعة سلا، سجل عدد من الجمعيات المدنية الناشطة بالمدينة تدهور قطاع تشغيل الشباب مقابل إغلاق عشرات المصانع والمعامل بحي الرحمة لأبوابها وتسريح الآلاف من الأجراء من أبناء المدينة والمدن المجاورة. وبعد أن شكل هذا المكان ولعدة سنوات الملاذ الوحيد لسكان المدينة من أجل الهروب من البطالة، تحول إلى أطلال وخراب بسبب انتقال عدد من المصانع إلى وجهات أخرى وتعرض مصانع أخرى للكساد أو الإفلاس.
في السياق ذاته، حملت الجمعيات المدنية عمدة المدينة، المعتصم، مسؤولية أوضاع الحي الصناعي وقطاع التشغيل بالمدينة، وقالت الجمعيات، في بيان استنكاري، إن «العمدة هو المعني الأول بعقد شراكات توأمة مع مدن وقطاعات أخرى وجلب استثمارات ورساميل أجنبية وتشجيع الاستثمارات الضخمة من أجل تعطيل عجلة البطالة التي استفحلت بالمدينة وبدأت تنتشر معها ظواهر اجتماعية من الإجرام والتسول وغيرها»، حسب الغاضبين الذين قالوا إن «الحي شكل المتنفس وكان يوفر لقمة عيش شريفة لعائلات، كما أن هذه المعامل وفرت فرص شغل مهمة للعديد من شباب المدينة زمن التسعينيات على الخصوص».
وكان الحي الصناعي بسلا يوفر سنة 2009 عددا من مناصب الشغل الدائمة تفوق 15500 منصب، فيما بلغت الاستثمارات الصناعية ما مجموعه 421 مليون درهم خلال نفس السنة. وتشير المعطيات الرسمية إلى أن النسيج الصناعي يتميز بتواجد عدد كبير من وحدات النسيج والجلود إلى جانب قطاعات أخرى كالمواد الكيميائية والميكانيكية والمعدنية والكهربائية والإلكترونية، فيما يهيمن على القطاع الصناعي تواجد الوحدات الصناعية الصغيرة والمتوسطة، والتي تقع غالبيتها في المناطق الصناعية لتابريكت، حي الرحمة، الزهراء بطريق الولجة، الصبيحي بطريق القنيطرة مع انتشار باقي الوحدات في أحياء متفرقة من المدينة.