قررت أسرة توفيق بوعشرين، إغلاق جريدة "أخبار اليوم" بشكل نهائي، ما أثار احتجاجات في صفوف الصحافيين والعاملين بالجريدة، بعد توصلهم بالخبر عن طريق تدوينة بصفحة بوعشرين على الفيسبوك والتي تديرها زوجته. بوعشرين الموجود رهن الاعتقال بسجن عكاشة لقضاء عقوبة 15 سنة المحكوم عليه بها في قضية الاستغلال الجنسي والاتجار في البشر وضع نقطة النهاية لجريدته معتبرا أن سجنه وسجن رئيس تحريره وحرمان المؤسسة من الدعم العمومي هو السبب المباشر في إفلاس الجريدة. وهي القراءة التي لا يتفق معها عدد من الصحافيين والعاملين في الجريدة الموقوفة.
وأكد الصحافيون في تدوينات أنهم لم يتوصلوا بقرار توقيف الجريدة ولم يعلموا به إلا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مشددين على أن السبب الحقيقي لتوقيف هذه اليومية هو فشل توفيق بوعشرين وعائلته في تدبيرها، ما تسبب في إفلاسها وتشريد أزيد من 50 أسرة، وأكدت الصحفية خولة اجعيفري، أنها لم تتوصل بأي إخطار أو تبليغ مسبق من إدارة المؤسسة أو ملاكها بخصوص هذا الإغلاق المفترض، وأنها فوجئت بخبر وأد هذه المؤسسة على شكل تدوينة فايسبوكية نشرت عبر صفحة منسوبة لمؤسسها السجين توفيق بوعشرين إلى جانب بعض المواقع الإلكترونية نقلا عن مصدر مطلع في المؤسسة.
وبدورها، نشرت الصحفية فاطمة أبو ناجي تدوينة على حسابها الرسمي على الفيسبوك، تحمل فيها مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع بهذه الجريدة إلى الصحفي المعتقل توفيق بوعشرين، قائلة: “بصفتي صحفية في “أخبار اليوم”، منذ حوالي 9 سنوات، أرى أنه من العيب والعار أن أقرأ وزملائي الخبر من تدوينة فايسبوكية لك، يا توفيق بوعشرين، وأنت في السجن، وعلى مواقع إلكترونية قلتم فيها، كذبا، إنكم أخطرتم العاملين بالجريدة. ثم لماذا تقولون إن سبب التوقيف هو الأزمة الخانقة وعدم توصل الجريدة بالدعم الاستثنائي من الدولة كباقي الصحف المغربية، لأسباب سياسية أو كيدية… صفوها بما شئتم، والحق أن بعض تلك الأسباب تنضاف إليها أسباب مفصلية أكبر من ذلك. وقد طلبنا منكم أن ترفعوا أيديكم عن الصحيفة وتتركوا للصحفيين أمر تدبيرها، بعدما تبث واستفحل فشل تدبيركم، ولأنها قادرة على الاستمرار بل والتفوق أكثر؟”.
وكشف يونس مسكين مدير نشر الجريدة سابقا، والذي تم إعفائه من مهامه، عن الأسباب الحقيقية لإغلاق الجريدة من طرف مالكيها الجدد، وكلهم من أسرة بوعشرين، وأكد مسكين في تدوينة بصفحته أن ”أخبار اليوم” لم تقتلها الأزمة ولا التضييق ولا الحصار، وإن كان كل ذلك حقيقة وواقعا، لكنه لم يبلغ درجة تجعله السبب المباشر في إعدام تجربة إعلامية من هذا الحجم. “أخبار اليوم” أعدمت بقرار صريح، الزمن وحده كفيل بكشف خباياه وخلفياته وما إن كان بندا في صفقة أو جزا لرأس صحيفة يراد لها أن تؤول إلى قربان”.
وأضاف مسكين قائلا “بصفتي كنت مديرا لنشر الجريدة ومسيرا لشركة “ميديا 21″، أقول وأشهد أمام الله والتاريخ والوطن، أنه وإلى غاية العشرين من أكتوبر 2020، كانت الجريدة تحوز جميع ضمانات البقاء والاستمرار، ويكفي أنها وبفضل ما أنجزته شخصيا، ولا ضير في بعض من إنصاف الذات، منذ توليت التسيير المالي والإداري في أبريل 2020، كانت أجور العاملين كلها قد دفعت بالكامل ومعها الجزء الأكبر من تعويضات المتعاونين وحوالي ثلث عمولات الوكلاء التجاريين، وكانت أمامنا توقعات واضحة بتسوية ما تبقى من متأخرات واستئناف الطبع وإطلاق منتوجات رقمية جديدة لتعويض تراجع المبيعات…”.
هذا، وأصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بلاغا، نددت فيه بالقرار المفاجئ الصادر عن ملاكي جريدة “أخبار اليوم”، رغم أن العمل بالمؤسسة تواصل إلى غاية يوم الأحد 14 مارس 2021، بدون أي إخبار مسبق من طرف إدارة الجريدة بنيتها الإغلاق، ونددت النقابة في بلاغها باستمرار رفض الإدارة، في شخص مالكة ومسيرة الشركة أسماء موساوي، زوجة بوعشرين، الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إيجاد حل لصرف المستحقات المالية الكاملة للعاملين بالمؤسسة، علما أنها لم تتواصل مع العاملين منذ توليها إدارة المؤسسة، ومطالبة الجهات المعنية بإخضاع مالية شركة “ميديا 21” لتدقيق مالي من أجل وضع اليد على أوجه الاختلالات الإدارية والمالية التي وضعت أزيد من 50 أسرة بها على شفا هاوية التشرد.