للأسبوع الرابع على التوالي، بالجزائر العاصمة، والعديد من المدن، خرجت مسيرات حاشدة للحراك الاحتجاجي الشعبي المناوئ للنظام، وذلك للمطالبة بالتغيير الديمقراطي، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام جزائرية.
وأوضحت أن آلاف المتظاهرين خرجوا، بعد أداة صلاة الجمعة، في مسيرات سلمية حاشدة بشوارع الجزائر العاصمة، حاملين لافتات تطالب بالتغيير الديمقراطي، ومرددين شعارات "مناوئة لمختلف مكونات النظام الجزائري".
ووصفت الشعارات التي رددها المحتجون بالنوعية، وبأنها تعكس تعطشهم للحرية، وللتغيير وللعدالة الاجتماعية، مبرزة أن قوات الأمن أوقفت عددا من الأشخاص، قبل انطلاق المسيرات.
وأضافت أن المتظاهرين رددوا الشعارات المعتادة للحراك الشعبي، من قبيل " المشكل في الشرعية، والانتخابات مسرحية"، و"جزائر حرة ديمقراطية"، و"صحافة حرة ..عدالة مستقلة"، مطالبين بمرحلة انتقالية وبدولة مدنية.
كما احتجوا على مذكرة لوزير العدل، حول اخضاع فتح تحقيقات في قضايا إهدار المال العام للموافقة المسبقة من قبل الوزارة.
وأشارت إلى أن هذه المذكرة نالت نصيبا مهما من انتقادات المحتجين، الذين اعتبروا أنها تشكل خرقا صارخا للفصل بين السلطات.
ونشرت وسائل الإعلام الجزائرية أشرطة فيديو تظهر حشودا من المتظاهرين وسط العاصمة، أكدت مواصلتها مسيرات الحراك، وعزمها على النزول إلى الشوارع في الجمعة الخامسة، منذ استئناف مسيرات الحراك في 22 فبراير الماضي، التي تزامنت مع مرور سنة على انطلاقه.
وتابعت المصادر ذاتها، أن مسيرة حاشدة خرجت بمدينة بجاية، في الجمعة 109 منذ انطلاق الحراك، رغم الظروف التي تعيشها الولاية.
وسجلت وسائل الإعلام الجزائرية، أن قوات الأمن منعت، للجمعة الرابعة على التوالي، مسيرة مدينة ميلة، التي شهدت توافد حشود هائلة من المحتجين، مبرزة أن هذه القوات طوقت المدينة ومنعت تنظيم أي مسيرة بها.
ولاحظت أن قوات الأمن عمدت إلى التضييق على نشطاء الحراك في الشوارع والطرقات، وحالت دون وصولهم إلى ساحة "عين الصياح" مكان تجمعهم.
كما أوقفت عددا من هؤلاء النشطاء، قبل وصولهم إلى مكان التجمع، واقتادتهم إلى مركز الشرطة.
وأشارت إلى أن الشوارع الرئيسية لمدينة تيزي وزو شهدت، زوال اليوم، خروج حشود من المواطنين في مسيرة احتجاجية جديدة.
وأوردت، أن عدد المشاركين في مسيرة مدينة البويرة تضاعف رغم برودة الطقس.
وقالت إن المتظاهرين طالبوا بإنهاء أشكال التخويف التي تنتهجها السلطات، باللجوء إلى المتابعات القضائية في حق نشطاء الحراك، مبرزة أن مدنا أخرى، مثل قسنطينة، شهدت مسيرات احتجاجية مماثلة.
يذكر أن مظاهرات الحراك، وبعد تعليقها لحوالي سنة، سبب تفشي جائحة (كوفيد-19)، استؤنفت يوم 22 فبراير الماضي، بالمطالب نفسها، الداعية إلى دولة مدنية، ورحيل نظام العسكر القائم والحق في تقرير المصير بالنسبة للشعب الجزائري.