جرى التوقيع، يوم السبت المنصرم بالداخلة، على اتفاقية شراكة لفائدة تعزيز الاستثمار السياحي بجهة الداخلة - وادي الذهب. ووقعت هذه الاتفاقية من طرف وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، ووالي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، والمدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية عماد برقاد، ومدير المركز الجهوي للاستثمار منير هواري، خلال لقاء تواصلي مع مهنيي قطاع السياحة والصناعة التقليدية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى توحيد الجهود من أجل جذب استثمار سياحي من مستوى عال، والعمل كرافعة للتنمية الجهوية، في أفق رفع التحدي المتمثل في استدامة الاستثمارات السياحية على صعيد جهة الداخلة - وادي الذهب.
كما تروم هذه الوثيقة تبسيط تدخلات الأطراف، مع مراعاة الصلاحيات الجديدة للمركز الجهوي للاستثمار وإعادة تموقع الشركة المغربية للهندسة السياحية في إطار الجهوية المتقدمة. وفي هذا الإطار، يلتزم المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة - وادي الذهب، كمركز للدفع الاقتصادي للجهة والعرض الترابي للاستثمار، بالمساهمة مع الشركة المغربية للهندسة السياحية في تنفيذ استراتيجية التنمية، وترويج وتشجيع وتحفيز الاستثمار السياحي على مستوى الجهة، من أجل إنشاء قاعدة بيانات تتعلق بفرص الاستثمار السياحي بالجهة. وبمقتضى هذه الاتفاقية، يلتزم المركز كذلك بمواكبة أنشطة الشركة المغربية للهندسة السياحية، من خلال مساعدة المستثمرين السياحيين كشباك وحيد، لاسيما المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدا، في إطار إجراءاتهم الإدارية، وكذا تمكين الشركة المغربية للهندسة السياحية من ربط منصتها الرقمية مع المنصة الإلكترونية المخصصة للاستثمار على المستوى الجهوي. من جهتها، تلتزم الشركة المغربية للهندسة السياحية، باعتبارها هيئة مركزية مكلفة بالترويج للاستثمار السياحي والهندسة السياحية والبحث عن موارد التمويل لفائدة التنمية السياحية، بإنجاز استراتيجية لتطوير المنتوج السياحي، وتشجيع الاستثمار السياحي على مستوى الجهة، بدعم من المركز الجهوي للاستثمار. وفي هذا الصدد، يهدف تدخل الشركة المغربية للهندسة السياحية إلى تحليل البيانات من مصادر مختلفة، وإجراء دراسات دائمة حول الطلب على السياحة وتحسين الإحصائيات الإدارية المرتبطة بالسياحة من خلال عمليات إضافة وتمديد للمؤشرات. كما تم الاتفاق على أن تعمل الشركة المغربية للهندسة السياحية على تسهيل عملية الاستثمار، واقتراح آليات تسمح بتحفيز استثمارات عالية الجودة وإعداد دعوات إبداء الاهتمام من أجل انتقاء المستثمرين السياحيين المحتملين من حاملي المشاريع. وقالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، إن وجهة الداخلة استطاعت أن تستأنف نشاطها السياحي بشكل أسرع مقارنة مع وجهات وطنية ودولية معروفة. وأوضحت فتاح العلوي، خلال لقاء تواصلي مع مهنيي قطاع السياحة والصناعة التقليدية، أن وجهة الداخلة، التي عرفت دينامية هامة خلال السنوات الأخيرة، تمكنت من الصمود رغم الإكراهات المرتبطة بجائحة (كوفيد-19)، التي أثرت سلبا على مختلف نواحي النمو والحركة الاقتصادية بمختلف دول العالم، خاصة تلك التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة. وأضافت، أن "الظرفية الصعبة التي نجتازها تدعونا إلى حسن استغلال الفرص التي تتاح لنا، في إطار تشاركي والتقائي، متسم بالروح الوطنية وتغليب المصلحة العامة، وتكثيف الجهود للخروج من الأزمة، والتعاون والوثيق بين مختلف المكونات، واستحضار قيم التضامن والتآزر التي وحدت عموم المغاربة في مواجهة الأزمات على الدوام". وأكدت، في هذا الإطار، أن أهم رهانات الخروج من هذه الأزمة وتداعياتها تتمثل في استرجاع الثقة، وتطوير وتحسين تنافسية وجاذبية المناطق السياحية، بتنسيق تام ووطيد وشراكة فعالة بين المجلس الجهوي للسياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبر الترويج والتسويق الأنجع لهذه الوجهة والإعداد لحملة استباقية لإنعاش واستقطاب السياحة الداخلية صوب هذه الوجهة في الشهور المقبلة.