علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن عناصر الشرطة القضائية بمفوضية الأمن بتيفلت، التابعة للمنطقة الأمنية بالخميسات، أحالت أخيرا عصابة إجرامية وصفت بالخطيرة يتزعمها فرنسي من أصل مغربي على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، بعد تورطها في تزييف أوراق نقدية مالية أجنبية والخيانة الزوجية والمشاركة فيها.
وقرر الوكيل العام للملك إحالة المتهم الرئيسي الحامل للجنسية الفرنسية، رفقة عشيقته على قاضي التحقيق، ملتمسا منه إخضاعهما لتحقيقات تفصيلية، قبل أن يقرر هذا الأخير إيداعهما السجن في انتظار الشروع في البحث، وفك كل ألغاز هذه الجريمة وباقي المتورطين فيها.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن مصالح الشرطة القضائية بتيفلت تفاعلت مع تسريبات خطيرة تتعلق بترويج أوراق مالية أجنبية ومحلية مزيفة بمدينة تيفلت وبعض الأسواق والمحلات التجارية، قبل أن تتوصل بمعطيات مؤكدة أدلى بها صاحب متجر كبير وسط المدينة، انتابته شكوك حول تردد سيدة على متجره بشكل يومي من أجل التبضع بسخاء كبير، مستعملة أوراقا مالية وطنية من نوع 200 درهم وأحيانا أوراق مالية أجنبية من صنف الأورو والدولار، مدعية تعذر تحويلها إلى العملة المحلية، ما دفعه إلى مراجعة وكالة بنكية للتأكد من صحة الأوراق المالية المتداولة من طرف السيدة التي كانت تدعي أنها زوجة مهاجر مغربي، حيث أكد له مسؤولو البنك أنها أوراق مزيفة.
التحريات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بعد إيقاف المتهمة ووضعها رهن الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة، كشفت أنها متزوجة وكانت تربطها علاقة غير شرعية مع المتهم الفرنسي من أصل مغربي، حيث كان يتكلف بتزييف المبالغ المالية بعملات مختلفة، ويسلمها إلى عشيقته من أجل تصريفها بالأسواق والمتاجر المحلية بتيفلت. ولم تستبعد الأبحاث نفسها أن يكون المتهمان قد روجا البعض منها بمتاجر وواجهات تجارية كبرى بالرباط وسلا. واعترفت المتهمة بالمنسوب إليها بعد محاصرتها بالخبرات التقنية المنجزة على الأوراق المالية، ومواجهتها ببعض التسجيلات التي وثقت ترددها على بعض المحلات التجارية بالمدينة، التي حجزت الشرطة أوراق مالية مزيفة لدى أصحابها. كما أجرت عناصر الشرطة مواجهة مباشرة بين المتهم الفرنسي الثلاثيني وعشيقته العشرينية، حيث أكدا تفاصيل إضافية مرتبطة بجريمة تزييف الأوراق المالية وكيفية تصريفها.
وأكدت مصادر الجريدة أن مصالح الشرطة القضائية التي تكلفت بالبحث في هذه القضية، حجزت بمنزل المتهم الذي كان يحتضن غزواته الجنسية مع عشيقته المتزوجة التي رافقته إلى المركب السجني العرجات، على معدات مهمة كان يستعملها في عمليات التزييف، حيث عثرت على طابعتين و«سكانير» ومبلغ مالي مهم من العملات الأجنبية والمحلية.
يذكر أن مصالح الحموشي نجحت خلال الفترة الأخيرة التي تزامنت مع جائحة كورونا، في تفكيك العديد من العصابات الإجرامية المتخصصة في تزوير وتزييف الأوراق المالية وترويجها بالأسواق، وكذا التبضع بالمتاجر الكبرى، حيث تم تقديم عشرات المتهمين المتخصصين في هذه العمليات بمدن الرباط وتمارة والدار البيضاء ومراكش، فضلا عن عصابات أخرى متخصصة في تزوير أختام الدولة واستعمالها في تحرير عقود مزورة، خاصة ببيع السيارات والعقارات وغيرها.