تمكنت، الاثنين، زينب شالا من الظفر برئاسة جماعة تاسلطانت التي تعد أغنى وأقوى جماعة بعمالة مراكش، وذلك بعد انتخابها بالإجماع خلال تشكيل مكاتب مجالس الجماعات. وتشتغل زينب شالا في قطاع تزيين العرائس «النكافات»، منذ سنوات طويلة، إلى جانب عملها في المجال الجمعوي، مع تجربتها وتكوينها الأكاديمي، اللذين مكناها من ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث أنهت سيطرة عبد العزيز دريوش على رئاسة الجماعة، ولتكون أول امرأة تقود المنطقة.
وتزامن فوز زينب شالا، مع تصريحات رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران، الذي وصف فيها بعض الشخصيات المغربية، بوصف يستهزئ من قطاع تزيين العرائس «النكافات»، وهو ما جر عليه انتقادا واسعا. وفي هذا الصدد قالت رئيسة جماعة تاسلطانت، في تصريح خاص لـ«الأخبار»، إنها اشتغلت لمدة في مجال تزيين العرائس رفقة أختها في شركة خاصة، معتبرة أنها تشعر بكل الفخر بالعمل في هذا القطاع الشريف، كجميع الأعمال والقطاعات التي تشتغل فيها النساء المغربيات «الحرات» بعرق جبينهن، فضلا عن اشتغالها في القطاع الجمعوي بطريقة مستمرة ومتحركة وديناميكية.
وأضافت زينب شالا أن المغربيات يبحثن عن شركة لتزيين العرائس «نكافة» خلال يوم فرحهن وعرسهن، فلماذا هذا التطاول والتشبيه بمهنة شريفة تشتغل فيها عديد النساء وبمبالغ جد محترمة؟ لتؤكد أنها وقبيل انتخابها رئيسة جديدة لجماعة تاسلطانت، جاءها رجل مثقف ومعروف، ليقول لها: «شرفتي قطاع النكافة»، لتضيف: «أقول في أي قطاع من القطاعات أصبح الإنسان ملزما أن يكون أولا ذا تكوين عال ومتمدرس، مثقف، ذا وجه بشوش، ويحب (المعقول)، وأقول كذلك يبقى قطاع تزيين العرائش (النكافة) قطاعا مهما في الثقافة المغربية، فيكفي أننا نشتغل ونشغل معنا عددا من الأسر داخل هذا القطاع، الذي يعبر عن جذور الثقافة المغربية الضاربة في التاريخ».
وأوضحت رئيسة جماعة تاسلطانت، في ردها على تصريحات بنكيران، بالقول: «يقول اللي بغا يقول، فأنا شخصيا، قدمت تضحيات وعطاء في هذا القطاع وقطاع العمل الجمعوي»، مؤكدة حسب قولها: «من هذا المنبر أشدد على أنه بعد تكليفي من طرف الساكنة، وبعد أن حزت ثقة المنتخبين، سأكون عند حسن ظن الجميع، وسأعمل على مجموعة من القطاعات وعلى تنمية المنطقة بكل ما أملكه من طاقة رفقة كل المنتخبين، وسأبرهن على أن المرأة المغربية قادرة على تسيير جميع المناصب، والعمل في أي قطاع من أي موقع».
وفي ردها على عبد الإله بنكيران كذلك، قالت زينب شالا: «العبرة بالنتيجة فقط، وعلى كل من يهاجم ويتهكم على أحد القطاعات التي تشتغل فيها المرأة، أن يدرك أولا أن المرأة فيها أمه وابنته وأخته، وألا يستهين بها، لأنها تبحث عن الرزق الحلال. فأنا شخصيا أحترم كل النساء وأقدر نفسي وأحترمها كثيرا، وهو الشيء الذي جعلني أنتخب في هذا المنصب».
وعن مشروعها في جماعة تاسلطانت، قالت زينب شالا إن هذه الجماعة بعمالة مراكش زهرة قد ذبلت، وسنشتغل على أن نعيد إليها الحياة من جديد، عبر الاهتمام بالقطاعات الحيوية الكبرى، «لدينا رؤية جديدة ومتفتحة على التغيير وعلى الازدهار وعلى التطور، وعلى النهوض بالحقل الاجتماعي، وعلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أولها الصحة والتعليم وقطاع الرياضة والشباب، وهذا هو البرنامج الذي قدمناه خلال الحملة الانتخابية، ونحن على استعداد تام لتحقيقه».