شهد انتخاب رئيس مجلس مقاطعة المنارة بمدينة مراكش، أول أمس، انسحاب أعضاء حزب الاستقلال من الجلسة، بالرغم من تصويتهم على الرئيس عبد الواحد الشفقي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وفق ما نص عليه التحالف الثلاثي الذي يجمع (الأحرار-الأصالة والمعاصرة-الاستقلال) وذلك لعدد من الأسباب، حسب مصادر «الأخبار»، أبرزها دخول حزب العدالة والتنمية للفريق المسير للمقاطعة، وبسبب الطعنة التي أحس بها مستشارو الحزب من قبل عبد اللطيف أبدوح الذي أوكلت إليه مهمة الإشراف على المفاوضات.
ولم تكن مقاطعة المنارة الوحيدة التي شهدت انسحاب الفريق الاستقلالي، بل حتى مقاطعة جليز شهدت «تذمرا كبيرا» من الفريق الاستقلالي وفق ما عاينته «الأخبار» مباشرة، وذلك بعد انسحاب مريم العربي من الترشح ضد عمر السالكي الفائز بالرئاسة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كانت مصادر «الأخبار» قد أكدت قبل أسبوع توليه لمنصب رئاسة المقاطعة المذكورة، قبل أن يتهموا مباشرة عبد اللطيف أبدوح، البرلماني السابق عن الاستقلال، بالانتقام من «الاستقلاليين المراكشيين».
وخرج الاستقلال في مقاطعتي المنارة وجليز خاوي الوفاض، حيث اتهمت قيادته إدخال البيجيدي في المكتب المسير لمقاطعة المنارة بمحاولة التستر على ملفات فساد، متسائلين عن الجدوى من دخوله للمكتب المسير ضدا في إرادة المراكشيين الذين أبانوا خلال اقتراع الثامن من شتنبر أنهم قطعوا مع حزب العدالة والتنمية بسبب سوء التسيير والتراجع الكبير الذي أصاب المدينة خلال مدة تسييرهم للمجلس البلدي، وتسييرهم لأربع مقاطعات من أصل خمس، متشبثين، بالمقابل، بتحالفهم مع الأحرار بقيادة عبد الواحد الشفقي بمقاطعة المنارة.
ولم يستسغ مستشارو حزب الاستقلال كذلك ما وقع خلال انتخاب رئيس مقاطعة جليز، حيث كانت تنتظر مرشحة الحزب نيل منصب النائبة الأولى للرئيس عمر السالكي عن الأحرار، حيث صوت مستشارو الحزب وفقا للتحالف الحزبي الثلاثي، إلا أن المنصب لم يكن من نصيبها، حيث أكدت مصادر «الأخبار» أن منطق المفاوضات الذي نهجه عبد اللطيف أبدوح كان ضد رغبة مستشاري الحزب، وهو ما جعلهم يتهمونه مباشرة بمحاولة الانتقام منهم بالرغم من المناشدات التي كانت قد أرسلت إلى الأمين العام للحزب نزار بركة تطالبه بمنح قرار المفاوضات داخل عمالة مراكش للمنسق الإقليمي للحزب عمر كسيكسو.
وقبل أسبوع، كانت «الأخبار» قد نشرت، في خبر حصري، أن عبد اللطيف أبدوح هو الذي يقود تحالفات الحزب على مستوى مدينة مراكش في ما يخص انتخاب رؤساء المقاطعات، ضدا في رغبة كل المستشارين بالمدينة، وضدا حتى في بعض قواعد الحزب، الشيء الذي سينتج عنه تصدع كبير داخل حزب علال الفاسي بمراكش، فيما أكد مصدر مطلع لـ«الأخبار» أن مستشاري الحزب سيخوضون معارضة قوية بمقاطعة المنارة بسبب وجود حزب العدالة والتنمية ضمن المكتب المسير حيث سبق وأن طعن في انتخاباتها، فيما سيدعمون رئيس مقاطعة جليز عمر السالكي في إطار التحالف الذي يجمعهم بالتجمع الوطني للأحرار مركزيا ومحليا.
وحسب المصدر ذاته، فإنه «لا يعقل أن يكون البيجيدي قد قام بالطعن في الانتخابات الجماعية على مستوى مقاطعة المنارة، بل إنه طعن بشكل رسمي في الانتخابات برمتها على مستوى مدينة مراكش، وطعن حتى في السلطات المحلية التي كانت على قدر المسؤولية، ويتم إدخاله من حيث لا يمكن لتسيير مقاطعة بحجم مقاطعة المنارة، بعد التصويت العقابي من قبل المواطنين، فهذا الأمر سيضع المنتخبين الذين تحصلوا على المراكز الأولى في موقع جد محرج مع المواطنين، بل سيشكل انقلابا على رغبة وإرادة المراكشيين».
جدير بالذكر أن «الأخبار» نشرت، خلال الأسبوع الماضي، خبرا حصريا يتعلق بتنازل البيجيدي عن الطعن المقدم في انتخابات مقاطعة المنارة مقابل الحصول على مقعد في المكتب المسير، بعدما كان الحزب قد قبل بالحصول على صفة نائب سابع بالمجلس الجماعي لمدينة مراكش، وهو ما وصفته مصادر «الأخبار» داخل التحالف الحزبي الثلاثي، بقبول البيجيدي بـ «الفتات».